للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسرات فيخاف اللبيب ذَلِكَ فيغلب عَلَى عقله حذر الرياء والتصنع للعباد ويقبل عَلَى تصحيح عمله وتنقيته من شوائب الرياء حتي يوافِي به يوم القيامة خالصاً صواباً.

"موعظة" عِبَادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي بتقوي الله فالزموها، وأحثكم عَلَى الأعمال الصَّالِحَة فاغتنموها، إن الزمان يطوي بكم مسافة الأعمار لا شك وأنتم راحلون عن هذه الدار فيا معشر الشيوخ ماذَا تنتظرون بعد المشيب وهل بعده إلا الموت فإن الموت قريب إنه لَيْسَ إلي البقاء من سبيل فماذَا تزودتم للرحيل ويا معشر الشباب أنفقتم غرر الأعمار عِنْدَ المذياع والكرة ونحو ذَلِكَ مِمَّا يصدكم عن ذكر الله وعن الصَّلاة ويا معشر التجار لَقَدْ ضاعت أعماركم فِي ألووَكم ربح فلان وَكم بيع البيت الفلاني والأرض الفلانية وخذ هذه الجريدة وأعطني الأخري إلا صرفتم بعض الوَقْت إلي المسابقة إلي غرف الْجَنَّة وأراضيها وأنفقتم بعض ما وهبكم الله من المكاسب إلي ما يرضي الله من تفقَدْ الفقراء الَّذِينَ لَيْسَ لّهُمْ موارد لا قليلة ولا كثيرة ممن يستعينون بِهَا عَلَى طاعة الله ومن مساجد تحتاج إلي ترميم أو فرش وإلي إنشاء مساجد عِنْدَ من لَيْسَ عندهم شَيْء منها أو إلي طباعة مصاحف طباعة جيدة فتوزعوها عَلَى التالين للقرآن آناء الليل والنَّهَارَ أو طبع كتب دينية فيها تقوية للشريعة ونشر لمحاسن الإسلام ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن رجب وابن مفلح وابن كثير والموفق والمجد والشَّيْخ المجدد الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الوهاب ونحوهم من العلماء العاملين بعلمهم المصلحين المخلصين الَّذِينَ لا تأخذهم فِي الله لومة لائم نسأل الله أن ييسر لنا فِي هذَا الزمان أمثالهم لنصر دينه إنه القادر عَلَى ذلك.

شعراً:

... نَصَحْتُكَ لاَ تَصْحَبْ سِوَى كُلّ فَاضِلٍ ... كَرِيْمِ السَّجَايَا بِالتَّعَفُّفِ وَالظَّرْف

وَلاَ تَعْتَمِدْ غَيْرَ الكِرَامِ فَوَاحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إَنْ حَصَّلْتَ خَيْرٌ مِنَ الألف

<<  <  ج: ص:  >  >>