للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. قِفْ فِي مَنَازِلِ أَهْلِ العِزَّ مُعْتَبِراً

وانْظُرْ إِلى أَيِّ شَيْءٍ صَارَ أَهْلُوهَا

صَارُوْا إِلى حَدَثٍ فِيه مَحَاسِنُهُمْ

عَلَى الثَّرَى وَدَوِيُ الدُوْدِ يَعْلُوهَا ... >?

اللَّهُمَّ يسرنا لليسري وجنبنا العسري وَاجْعَلْنَا هداة مهتدين وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

" موعظة "

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كانت القُلُوب موضع العناية التامة عِنْدَ السَّلَف الصالح لأنَّهُمْ يعلمون كما قال النَّبِيّ ?: " إِذَا صلحت صلح الجسد كله" وَذَلِكَ لأنها مبدأ الحركات البدنية، والإرادات النفسانية، فإن صدرت من القُلُوب إرادة صَالِحَة تحرك البدن حركة طاعة، وإن صدرت عنهَا إرادة فاسدة تحرك البدن حركة فاسدة، فهو كملك والأعضاء كالرعية، ولا شك أن الرعية تصلح بصلاح الملك وتفسد بفساده، وكَانَ واجباً عَلَيْنَا أن نكون كما كَانَ سلفنا فِي العناية بهاتيك القُلُوب لأن بِهَا سعادتنا بإذن الله وبِهَا شقاؤنا، ولكن يا للأسف ما كَانَ من ذَلِكَ شَيْء والَّذِي كَانَ منا أننا أهملنا قلوبنا إهمالاً تتجرح لَهُ القُلُوب، وتذوب لَهُ الأكباد ولذَلِكَ نشأ فينا نتيجة الإهمال كثرة الأمراض فِي القُلُوب وتشعبت وأعضلت وصعب شفاؤها، وانعدم أطباؤها ومن وصل إلي هَذَا الحد فهو فِي خطر عظيم.

فمن الأمراض التي أزمنت فِي قلوبنا مرض الرياء الَّذِي لا يكاد يسلم منه إلا النوادر، ومن الأمراض التي أصبنا بِهَا مرض العجب، ولهَذَا يعتقد

<<  <  ج: ص:  >  >>