للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَمِنْ حُسْنِ ظَنِّي أَنَّ ذَا يَسْتَمِرُ لِي ... إِلى المَوْتِ إِنَّ اللهَ يُعْطِي وَيَمْنَعُ

وَإِنَّيَ لاَ أَلْجَأُ إِلى غَيْرِ بَابِهِ ... فَأَبْقَى كَمَا قَدْ قِيْلَ وَالقَوْلُ يُسْمَعُ

نُوقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيْقِ دِيْنِنَا ... فَلاَ دِيْنُنَا يَبْقَى وَلاَ مَا نُرَقِعُ

فَطُوْبَى لِعَبْدٍ آثَرَ اللهَ رَبَّهُ ... وَجَادَ بِدُنْيَاهُ لِمَا يُتَوْقَّعُ

اللَّهُمَّ انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، ووفقنا للعمل بما فهمتنا، اللَّهُمَّ إن كنا مقصرين فِي حفظ حقك، والوفاء بعهدك، فأَنْتَ تعلم صدقنا فِي رجَاءَ رفدك، وخالص ودك، اللَّهُمَّ أَنْتَ أعلم بنا منا، فبكمال جودك تجاوز عنا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ، الأحياء مِنْهُمْ والميتين، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

فصل: ولا يتم التواضع بعد المعرفة إلا بالْعَمَل، ولذَلِكَ أمر الْعَرَب الَّذِينَ تكبروا عَلَى الله ورسوله بالإيمان وبالصَّلاة جميعاً، وقيل الصَّلاة عماد الدين، وفِي الصَّلاة أسرار لأجلها كانت عماد الدين، ومن جملتها ما فيها من التواضع بالمثول قائماً وبالركوع والسجود، قال حكيم بن حزام: بايعت النَّبِيّ ? عَلَى أن لا آخر قائماً، فبايعه ? ثُمَّ فقه وكمل إيمانه بعد ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ السجود عندهم هُوَ منتهي الذلة والضعة أمروا به لتنكسر بذَلِكَ خيلاؤهم، ويزول كبرهم، ويستقر التواضع فِي قُلُوبهمْ، وبه أمر سائر الخلق، فإن الركوع والسجود والمثول قائما هُوَ الَّذِي يقتضيه التواضع فكَذَلِكَ من عرف نَفْسهُ، فينظر كُلّ ما يتقاضاه الكبر من الأفعال فليواظب عَلَى نقيضه، حتي يصير التواضع لَهُ خلقاً، فإن القُلُوب لا تتخلق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل.

شِعْراً: ... إِذَا المَرْءُ لم يَحْفَظْ ثَلاَثاً فَخَلّهِ ... وَرَى الظَّهْرِ وَاصْحَبْ طَالِباً لِلسَّلاَمَةِ

فَأْوَّلُهَا الإخْلاَصُ للهِ وَحْدَهُ ... وَثَانِيْهَا تَابِعْ مَنْ أَتَى بِالرِّسَالَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>