يري محارم الله تنتهك وحدوده تضاع والمنكرات والملاهي فِي البيوت والأسواق وَهُوَ بارد الْقَلْب مداهن ساكت لا يشعر بهَذَا النقص العَظِيم وعِنْدَ نقوص الدُّنْيَا يشتغل قَلْبهُ ولِسَانه وجسده ولله در القائل:
مَا لِي أَرَى النَّاسَ والدُّنْيَا مُوَلّيَةٌ ... وَكُلَّ جَمْعِ عَلَيْهَا سَوْفَ يَنْتَثِرُ
لاَ يَشْعُرُونَ إِذَا مَا دِيْنَهُمْ نُقِصُوْا ... يَوْمَاً وَإِنْ نُقِصَتْ دُنْيَاهُمُ شَعِرُوْا
آخر: ... وعِنْدَ مُرَادِ اللهِ تَفْنَى كَمَيْتٍ ... وعِنْدَ مُرَادِ النَّفْسِ تُسْدِيْ وتُلْحِمُ
آخر: ... تَرَاهُ يَشْفَقُ مِنْ تَضْيِيْعِ دِرْهَمِهِ ... ولَيْسَ يَشْفْقُ مِنْ دِيْنٍ يُضْيِعُهُ
آخر: ... تُفَكِرُ فِي نُقْصًانِ مَالُكَ دَائِماً ... وَتَغْفَلُ عن نُقْصَانِ دِيّنِكَ والعُمْرِ
ويُلْهِيكَ خَوْفُ الفَقْرِ عن كُلِّ طَاعَةٍ ... وَخِيْفَةُ حَالِ الفَقْرِ شَرٌ مِنَ الفَقْرِ
قال بعض العلماء: الزم الأدب وفارق الهَوَى والْغَضَب واعمل فِي أسباب التيقظ واتخذ الرفق حزباً والتأنيَ صاحبات والسلامة كهفاً والفراغ غنيمةً والدُّنْيَا مطيَّةً والآخرةَ منزلاً.
شِعْراً:
وأَصْبَحْتُ فِي مَا كُنْتَ أبْغْيَ مِنْ الغِنَى ... إلي الزهد فِي الدُّنْيَا الدنية أحوجا
وحَسَّبْتُ نَفْسِي بَيْنَ بَيْتِي وَمَسْجِدِي ... وَقَدْ صِرْتُ مِثْلَ النَّسْرِ أهْوَى التَّعَرُجَا
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصَرِيَّ: إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْمُؤْمِن راحة دون الجنة. وَقَالَ فضيل لَيْسَ الغريب من يمشي من بلد إلي بلد ولكن الغريب صالح بين فساق قُلْتُ:
لَيْسَ الغَرِيبُ غَرِيْبُ الشَامِ واليَمَنِ ... إِنّ الغَرِيْبَ تَقِيُّ بَيْنَ فُسَّاقِ
وَقَالَ آخر: احذر الغَفْلَة ومخاتل الْعَدُو وطربات الهَوَى وأماني النفس وضراوة الشهوة قال ابن القيم واعْلم أن الصبر عَلَى الشهوة أسهل من الصبر عَلَى ما توجبه الشهوة.
فإن الشهوة إما أن تَكُون توجب أَلَمًا وعقوبة.
وإما أن تقطع لذة أكمل منها.
وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حَسْرَة وندامة.