لا يتعرض لما لا يعنيه ولا يتكلف فوق ما يكفِيه ولا يأخذ ما لَيْسَ بمحتاج إليه ولا إليه ولا يدع ما وكل بحفظه النَّاس منه فِي راحة وَهُوَ من نَفْسهِ فِي تعب قَدْ أمَاتَ بالورع حرصه وحسم بالتقي طعمه وأمَاتَ بنور العلم شهواته.
فهكَذَا فكن ولمثل هؤلاء فاصحب ولآثارهم فاتبع وبأخلاقهم فتأدب واعْلم وسع الله بالفهم قلبك وأنار بالعلم صدرك وجمَعَ باليقين همك أني وجدت كُلّ بَلاء داخل عَلَى الْقَلْب من نتاج الفضول وأصل ذَلِكَ الدخول فِي الدُّنْيَا بالجهل ونسيان المعاد بعد العلم.
والنجاة من ذَلِكَ ترك كُلّ مجهول فِي الورع وأخذ كُلّ معلوم فِي اليقين أهـ.
وإِذَا اشتبه عَلَيْكَ أمر من الأمور أو خفيت عَلَيْكَ قضية فارجع إلي اْلكِتَاب والسنة ولا تحتكم فيها إلي العقل لأنه يقوي ويضعف أهـ ويتأثر بالمؤثرات.
قال ابن المبارك: الْقَلْب مثل المرآة إِذَا طالت صدئت وكالدابة إِذَا غفل عنهَا عدلت عن الطريق.
وَقَالَ أحد الحكماء: الْقَلْب مثل بيت لَهُ ستة أبواب ثُمَّ قيل احذر ألا يدخل عَلَيْكَ من أحد الأبواب شَيْء فيفسد عَلَيْكَ البيت.
والأبواب هِيَ العينان واللسان والسمع والبصر واليدان والرجلان فمتي انفتح باب من هذه الأبواب بغَيْر علمٍ ضاع البيت.
وفرض البصر الغض عَن المحارم وترك التطلع فيما حجب وستر.
وفرض السمع تبع للكلام والنظر فكل ما لا يحل لك الكلام فِيه والنظر إليه فلا يحل لك استماعه ولا التلذذ به والبحث عما كتم عنكَ تجسس.
وسماع اللهو والغناء وأذي المُسْلِمِيْنَ حرام كالميتة، سئل القاسم عن سماع الغناء فَقَالَ: إِذَا ميز الله بين الحق والْبَاطِل يوم القيامة أين يقع الغناء قيل فِي حوز الْبَاطِل قال فأفت نفسك.