للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... وَصَاحِبُ النَّمِّ كَالدَّاءِ الْعَيَاءِ إِذَا ... مَا ارْفَضَّ فِي الْجِلْدِ يَجْرِي هَا هُنَا وَهُنَا

يُبْدِي وَيُخْبِرُ عَنْ عَوْرَاتِ صَاحِبِهِ ... وَمَا يَرَى عِنْدَهُ مِنْ صَالِحٍ دَفَنَا

آخر: ... وَلِدّيَانَاتِ أَهْلُ يَعْرفون بِهَا ... وَلِنَّمَامَةِ بَيْنَ النَّاسِ فُسَّاقُ

روي عن عمر بن عَبْد الْعَزِيز أنه دخل عَلَيْهِ رجل فذكر عنده وشاية في رجل آخر فَقَالَ عمر: إن شئت حققنا هَذَا الأَمْر الَّذِي تَقُول فيه وننظر فيما نسبته إليه.

فإن كنت كاذبًا فأَنْتَ من أَهْل هذه الآيَة: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وإن كنت صادقًا فأَنْتَ من أَهْل هذه الآيَة: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} وإن شئت عفونا عَنْكَ فَقَالَ: العفو يا أمير الْمُؤْمِنِين لا أَعُود إليه أبدَا.

إِذَا وَاشٍ أَتَاكَ بِقَوْلِ زُورٍ ... فَلا تَدَعِ الصَّدِيق لِقَوْلِ وَاشِي

وَلا تُخْبِرْ بِسِرِّكَ كُلُّ سِرٍّ ... إِذَا مَا جَاوَزَ الاثْنَيْنِ فَاشِي

وَلا تَصْحَبْ قَرِينَ السُّوءِ وَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ مَنْ تُقَارِنُ أَوْ تُمَاشِي

ورفع إنسان رقعة إلى الصَاحِب بن عباد يحثه على أخذ مال يتيم وكَانَ له مال كثير فكتب على ظهره الرقعة: النميمة قبيحة، وإن كانَتْ صحيحة والميت رَحِمَهُ اللهُ، واليتيم جبره الله، والْمَال ثمره الله، والساعي لعنه الله. وَقَالَ الحسن البصري: من نقل إليك حديثًا فاعْلَمْ أنه ينقل إلى غيرك حديثك ووشى رجل برجل إلى أحد الولاة فَقَالَ: أتحب أن نقبل منك ما قُلْتُ فيه على أن نقبل منه ما قال فيك؟ قال: لا، قال: فكف عن الشر يكف عَنْكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>