روي عن عمر بن عَبْد الْعَزِيز أنه دخل عَلَيْهِ رجل فذكر عنده وشاية في رجل آخر فَقَالَ عمر: إن شئت حققنا هَذَا الأَمْر الَّذِي تَقُول فيه وننظر فيما نسبته إليه.
فإن كنت كاذبًا فأَنْتَ من أَهْل هذه الآيَة:{إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وإن كنت صادقًا فأَنْتَ من أَهْل هذه الآيَة: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} وإن شئت عفونا عَنْكَ فَقَالَ: العفو يا أمير الْمُؤْمِنِين لا أَعُود إليه أبدَا.
ورفع إنسان رقعة إلى الصَاحِب بن عباد يحثه على أخذ مال يتيم وكَانَ له مال كثير فكتب على ظهره الرقعة: النميمة قبيحة، وإن كانَتْ صحيحة والميت رَحِمَهُ اللهُ، واليتيم جبره الله، والْمَال ثمره الله، والساعي لعنه الله. وَقَالَ الحسن البصري: من نقل إليك حديثًا فاعْلَمْ أنه ينقل إلى غيرك حديثك ووشى رجل برجل إلى أحد الولاة فَقَالَ: أتحب أن نقبل منك ما قُلْتُ فيه على أن نقبل منه ما قال فيك؟ قال: لا، قال: فكف عن الشر يكف عَنْكَ.