للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَدْحُكَ الشَّخْصَ بِالأَخْلاقِ يَعْدِمُهَا

لِلْحُرِّ ذِي اللَّبِ تَبْكِيتٌ وَتَخْجِيل ... >?

وَقَالَ الآخر:

... إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فِعَاله

فَمَادِحُهُ يَهْذِي وَإِنْ كَانَ مُفْصِحَا ... >?

وأجاب بعض الصلحاء المبالغ في مدحه بقوله:

... كُفِيتَ أَذَىً يَا مَنْ تَعَدُّ مَحَاسِنِي

عَلانِيَّتِي هَذَا وَلَمْ تَدْرِ بَاطِنِي ... >?

وأجاب الآخِر بقوله:

... وَلَوْ عَلِمَ الْخَلائِقُ سُوءَ فِعْلِي

لَمَا رَدُّوا إِلَى مِثْلِي سَلامَا ... >?

وحيث أن الشَّافِعِي لا يحب الرياء والشهرة وطلب المدح والثناء يَقُولُ:

... أَرَى الْغِرَّ فِي الدُّنْيَا إِذَا قِيلَ فَاضِلٌ

تَرَقَّى عَلَى رُؤْسِ الرِّجَالِ وَيَخْطُبُ

وَإِنْ كَانَ مِثْلِي لا فَضِيلَةَ عِنْدَهُ

يُقَاسُ بِطِفْلِ فِي الشَّوَارِعِ يَلْعَبُ ... >?

وأما الثناء من الإِنْسَان على نَفْسهُ فشناعة وفظاعة وقَدْ قيل لحكيم ما الَّذِي لا يحسن وإن كَانَ حقًّا؟ فَقَالَ: مدح الرجل نَفْسهُ. وَقَالَ معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لرجل: من سيد قومك؟ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: لو كُنْتَهُ لَمَا قُلْتَهُ. قال بَعْضهمْ:

... وَمَا حَسَنَ أَنْ يَمْدَحَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ

وَلَكِنْ أَخْلاقًا تَذُمُّ وَتَمْدَحُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>