تقديم من يعفيها على الجماعة وتعقيله والسلامة من تضييع قطعة من العمر في حلقها أو قصها ثامنًا: صحة إمامته بالجماعة. تاسعًا إبعاده عن مشابهه النساء والصبيان، واليهود والنصارى والمجوس والمخنثين.
ووصف بعض بني تميم من رهط الأحنف بن قيس، قال: وددت أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفًا، فلم يذكر حنفه ولا عوره، وذكر كراهية عدم اللحية، لإن من لا لحية له يرى عند العقلاء ناقصًا، وكان الأحنف عاقلاً حليمًا، يضرب به المثل في الحلم، وذكر عن شريح القاضي، قال: وددت أن لي لحية بعشرة آلاف درهم وأهل زمننا بعضهم يود لو عدمها وساق آلافًا من الورق ولا تفيد معه النصائح مهما أيدت بالآيات والأحاديث، وذكر العلماء أن في اللحية إذا أزيلت بالكلية ولم تعد الدية كاملة، وهؤلاء المجاهرون بهذه المعصية العظيمة، المعاكسون لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في إبقائها وإكرامها، والمتشبهون باليهود والنصارى في حلقها، يرون الجمال والتمدن بالقضاء على أعظم الفوارق بين الذكر والأنثى وهو اللحية عكس رأي أهل الدين والصلاح، قال الله تعالى:{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} وأكثر حالقي لحاهم وصل بهم التشبه إلى حد إن أبقوا شواربهم واقفة ليس فيها قصير، وكأنهم بفعلهم هذا يعاندون المصطفى صلى الله عليه وسلم ويعاكسونه، حيث أنه يأمر بإبقاء اللحى وإحفاء الشوارب، وزيادة على هذا يجعلون ما يسمى بالتواليت ويفرقونه ويكدونه، وبعضهم يزيد ويخنفس، فهل هذا التشبه والتتبع لسفاسف الأخلاق إلا من الانتكاس وعمى البصيرة والتقليد الأعمى ولا يفهم أن هذا إزالة