للجمال والرجولة والهيبة والوقار والكمال، نعوذ بالله من الانتكاس وهذا من نتيجة تقليد الأجانب، ولهذا ترى كثيرًا من الناس أهملوا أمر الدين واستهانوا بحقوقه، وعبثوا بواجباته وانتهكوا حرمات الله، ولم يبالوا بارتكاب ما لا يرضاه الله من الشرور والمنكرات والقبائح، سائر كل منهم وراء شهوته وهواه، ونفسه الأمارة بالسوء.
قال تعالى:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} ويا ليت أنهم قلدوا الأجانب فيما يفيد وينفع من الصناعات.
وكل ما يرقي شؤونهم، من الفنون التي تعود إلى مصلحة الإسلام والمسلمين، لكن قلدوهم فيما يضر ولا ينفع، في حلق اللحى وشرب الدخان، ولعب القمار والمسكرات، والربا في البنوك وغيرها، وفي التأمينات، وفي الملاهي بأنواعها، وفي التصوير والتبرج والتهتك واللعب بالكرة، وضياع العمر عند المذياع والتلفزيون والسينماء، وسائر أنواع المحرمات التي قضت على العمر والوقت والمال والأخلاق، فيا للأسف على ذهاب العمر النفيس الذي لا قيمة له ولا خطر، ولا يعادلة جوهر ولا ذهب ولا فضة ولا در ولا مرجان، ولا لؤلؤ ولا عقيان عند الملاهي والمنكرات التي سوف يعضون أيديهم على ضياع الوقت عندها إذا نودوا للوقوف بين يدي العزيز الجبار.
اللهم اجعل الإيمان هادمًا للسيئات، كما جعلت الكفر هادمًا للحسنات ووفقنا للأعمال الصالحات، واجعلنا ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته ودعاك فأجبته، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الرحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.