للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار واسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

... أَخِي اسْتَمِعْ مِنِّي هُدِيتَ نَصِيحَةٍ ... بِقَوْلٍ حَرِيٌّ بِالصَّوَابِ وَنَافِعِ

أَتَتْ مِنْ أَخِي وِدٍّ شَفِيقٍ عَلَى الَّذِي ... عَن الْكِبْرِ نَاءٍ مَائِلٍ لِلتَّوَاضِعِ

إِذَا أَبْصَرْتَ عَيْنَاكَ مَخْلُوقَ لِحْيَةٍ ... مُقَلِّدَ أَهْلِ الْغَرْبِ صُهْبَ الْمَفَارِعِ

فَلِلَّهِ فَالْجَأْ حَامِدًا مُتَضَرِّعًا ... وَقُلْ مَا أَتَى عَمَّنْ أَتَى بِالشَّرَائِعِ

لَعَلَّكَ أَنْ تَحْيَا سَعِيدًا مُنَابِذًا ... لأَخْلاقِهِمْ تُحْضَى بِأَعْلَى الْمَوَاضِعِ

وَتَعْنَى بِأَخْلاقِ النَّبِي وَصَحْبِهِ ... مُعَفِّي اللَّحَا أَهْلِ الْعُلُومِ الْجَوَامِعِ

فَكَمْ بَيْنَ مَنْ قَدْ شَابَهوا خَيْرَ مُرْسَلٍ ... بِإِعْفَائِهِمْ أَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ مُتَابِعِ

وَمَنْ رَدَّ أَمْرَ الْمُصْطَفَى فَاغْتَدَى لَهَا ... بِحَلْقِ لَهَا أَوْ نَتْفِهَا بِالأَصَابِعِ

أَوْ الْقَصِّ أَوْ تَحْرِيقَهَا أَوْ بَكِيِّهَا ... يَرَى تَرْكَهَا مِنْ مُعْظَمَاتِ الْفَضَائِعِ

يُغَيِّرُ عَلَيْهَا كُلَّ صُبْحٍ بِمَا حَقٍ ... إِذَا مَا بَدَا شَعْرٌ عَلاهُ بِقَاطِعِ

كَأَنَّ لَهُ ثَأْرًا عَلَيْهَا مُضَاعَفًا ... فَمَا نَاصِحٍ مُغْنٍ وَلا شَفْعُ شَافِعِ

مُهَدَّةْ فِي كُلِّ صُبْحٍ وَرَوْحَةٍ ... فَمَا أَمْنُهَا إِلا بِجِلْدٍ مُمَانِعِ

إِذَا قُلْتُ لَمْ تَعْصِ النَّبِي مُحَمَّدًا ... فَتَحْلِقُهَا حَلْقَ الْعَنِيدِ الْمُدَافِعِ

أَمَا أَوْجَبَ الرَّحْمَنُ طَاعَةَ أَحْمَدٍ ... عَلَيْنَا وَعِصْيَانَ الْعَدُوِّ الْمُقَاطِعِ

أَمَا قَالَ أَرْخُوا لِلِّحَاءِ وَوَفِّرُوا ... فَوَفَّرْ تَكُنْ لِلْمُصْطَفَى بِمُتَابِعِ

فَاطْرَقَ حَتَّى أَنْ ظَنَنْتَ بِأَنَّهُ ... سَيَرْجِعُ عَنْ إِتْلافِهَا بِمُسَارِعِ

وَيَنْدَمُ عَمَّا قَدْ مَضَى مِنْهُ أَوَّلاً ... وَيَعْزِمُ فِي جِدَّ مِنَ الْجَزْمِ قَاطِعِ

فَقَالَ بِمَا قَالَ الْكَثِيرُ مُعَانِدًا ... أَلَسْتَ تَرَى غَيْرِي فَلَسْتَ بِسَامِعِ

فَقُلْتُ أليس الأَكْثَرُونَ عَن الْهُدَى ... تَوَلَّوْا فَضَلُّوا فِي وَخِيمِ الْبَلاقِعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>