للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويا حليم ويا جبار واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شِعْرًا: ... قَدْ أَشْرَقَتْ (رَايَةُ الإِسْلامِ) وَالأَدَبِ ... فَحَيِّهَا مُعْلِنًا بِالشِّعْرِ وَالْخَطَبِ

وَاهْجُرْ سَبِيلَ الأوُلَى جَادُوا بِشِعْرِهِمْ ... لِمَنْزِلٍ دَارَسِ الإطلالِ مِنُ نُوَبِ

يُشْجِيهِمْ ذِكْرُ آرَام نَعِمْنَ بِهِ ... تَسُومُ بِنْتُ الرُّبَى فِي مَأْمَنَ خَصَبِ

وَذِكْرُ عَيْنٍ لَهَا فِي الْقَلْبِ مَنْزِلَةُ ... تَلْقَى قُلُوب أُولِي الأَحْلامِ فِي كُرَبِ

كَمِثْلِ رِيمِ يَمِينِ الرَّنْدِ قَدْ عَرَضَتْ ... أَلْقَتَ إِليَّ سِهَامَ الْحُزْنِ وَالشَّجَبِ

عِينُ الْمَهَاةِ رَمَتنِي وَهِيَ مُعْرِضَةُ ... فَصِرْتُ ذَا حَيْرَةِ فِي كَفِّ مُسْتَلِبِ

لَمَّا تَوَلَّتْ بِقَلْبِي قُلْتَ وَآسَفِي ... هَلْ مِنْ جَنَاحٍ فَأقْفُو مُنْتَهَى طَلَبِي؟

لَوْلا التَّجَلُّدُ مَا أَمْسَيْتُ فِي سَكَنٍ ... وَكُنْتُ فِي الْبَيْدِ بَيْنَ الْوَحْشِ لَمْ أَثْبِ

لَعَلَّ رِيحُ الصِّبَا تَأْتِي بِرَائِحَةِ ... مِنْ نَفْجِ عَنْبَرِهَا يَشْفِي لِذِي الْوَصَبِ

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ قَبْلَ إليوْمِ مَا وَصَفَتْ ... أَهْلُ النَّسِيبِ مِنَ الأَشْجَانِ وَالْكَأَبِ

لَمَا بُلِيتُ أَقَمْتُ الْعُذْرَ دُونَهُمْ ... عُذْرَ الْخَبِيرِ بِسَهْمِ الْفَاتِكِ الأَرَبِ

فَلَيْتَ ذَا الْعَقْلِ يَرْثِي لِي وَيَعْذُرُنِي ... وَلَيْتَ أَهْلُ النُّهَى وَالدِّينِ وَالأَدَبِ

إِذْ يَعْذِلُونُ لِصَبٍ يَأْتِ مُكْتَئِبًا ... يَلْقَوْنَ مِثْلَ الَّذِي أَلْقَى مِن النَّصَبِ

أَوْ يَرْجِعُونَ إِلَى نُصْحٍ وَمَوْعِظَةٍ ... مِنَ الْكِتَابِ وَتَذْكِيرٍ بِهَدْي نَبِي

كَيْمَا يَكُونُ مَرِيضٌ الْقَلْبِ مِنْ سَفَهٍ ... أَوْ غَفْلَةٍ بَيْنَ خَوْفِ اللهِ وَالرَّغَبِ

نِعْمَ الشِّفَاءُ كِتَابُ اللهِ مَعَ سُنَنِ ... كَمْ أَبْرَءَآ دَنِفِ التَّشْكِيكِ وَالرِّيبِ

فَأَدْمِنَ الْوَعْظَ وَالإِرْشَادِ مُجْتَهِدًا ... وَانْشُرْ مَحَاسِنِ هَذَا الدِّينِ فِي دَأَبِ

أَمَا تَرَى النَّشْءَ قَدْ حَادَتْ رَكَائِبَهُمْ ... عَنِ التَّقَدُّمِ لِلْعَالي مِنَ الرُّتَبِ؟

وَغَرَّهُمْ صَوْتُ مِذْيَاعٍ قَدْ امْتَلأَتْ ... مِنْهُ الْمَسَامِعُ فِي تَمْجِيدِ كُلَّ غَبِي؟

بَثُوا الدِّعَايَةَ لِلدُّنْيَا وَزُخْرَفِهَا ... وَلِلتَّنَافُس بِالأَمْوَالِ وَالنَّشَبِ

وَضَلَّلُوا النَّشْء بِالآرَاءِ خَادِعَةٌ ... وَضَيَّعُوا الْوَقْتَ فِي مَلْهَى وَفِي طَرَبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>