للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَقَّبُوا الْحَقَّ الْقَابًا مُشَوَّهَةً ... لِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ باللَّقَبِ

وَحَارَبُوا الدِّينَ وَالأَخْلاقَ جُهْدَهُمُ ... يَا بِئْسَ مَا وُعِدُوا فِي شَرِ مُنْقَلَبِ

وَحَسَّنُو السُّبُلَ اللآتِي يَهِيمُ بِهَا ... قَوْمُ يَرَوْنَ الْعُلَى بِالْمِقْول الذَّرِبِ

مَا الْعِلْمُ سَبْكٌ وَتَنْمِيقٌ وَشَقْشَقَةُ ... مِنْ دُونِ نُورٍ مِنَ الْوَحْيَيْن مُصْطَحِبِ

أَغَايَةَ الْعِزِّ أَنْ تَقْلُوا مَبَادِئَكَمْ؟ ... وَتَتْرُكُوا مَجْدَكُمْ نَهْبًا لِمُنْتَهَبِ؟

وَهَلْ يُعدُ عَزِيزًا مِنْ نِهَايَتُهُ؟ ... قَعْرُ الْجَحِيمِ مَعَ الطَّاغِي أَبِي لَهَبِ؟

وَكَمْ غَبِيٍ يَرَى الإِسْلامَ أَخَرَّنَا! ... وَالْكَفَرَ قَدّمِ أَهْلَ الْغَرْبِ وَالْعَجَمِي

يَرَى التَّقَدمُ فِي تَرْكِ التَّدَيُّنَ لَمْ ... يَنْظُرْ لِصَفْوَتِنَا فِي سَالِف الْحُقُبِ

لِذَاكَ عَابَ عَلَى الإِسْلامِ يَهْدِمُهُ ... بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَالتَّعْظِيمِ لِلصُّلْبِ

مِثْلُ الْغُرَابِ الَّذِي يَهْوَى وَيَعْجُبُه ... مَشْيُ الْحَمَامَةِ فِي حُسْنٍ وَفِي خَبَبِ

فَحَاوِلْ الْغُمْرُ أَنْ يَحْكِي لِمَشْيَتِهَا ... فَضَلّ مِشْيَتَهُ الأُولَى وَلَمْ يُصِبِ

(لا تَظْلِمُوا الدِّينَ إِذْ كَلَّتْ عَزَائِمِكم) ... وَتَلَصَّقُوا كُلَّ عَيْبٍ فِيهِ بِالْكَذِبِ!

تَعَلُّمُ الطِّبِ لَيْسَ الشَّرْعَ يَمْنَعُهُ ... وَلا الصَّنَائِعُ فِي نَفْعٍ لِمُكْتَسِبِ

وَإِنَّمَا حَرَّمَ الشَّرْعُ الأُمُورَ إِذَا ... أَدَّتْ لِمَعْصِيَةِ تُلْقِيكَ فِي الْعَطَبِ

بَلْ جَاءَنَا النَّصُّ فِي إِعْدَادِ قُوتِنَا ... كَيْمَا يَكُونُ عَدُو الدِّينِ فِي رَهَبِ!

وَمَنْ أَرَادَ رُقِيًّا أَوْ مُغَالَبَةً ... مِن دُونِ دِينٍ فَمَا أَوْهَاهُ مِنْ سَبَبِ

مَهْلاً بَنِي يَعْربٍ لا تَخْلدُوا كَسَلاً ... وَشَجِّعُوا النَّشْءَ مِنْ أَبْنَائِنَا النُّجُبِ

عَلَى اقْتِحَامِ الْعُلَى فِي كُلِّ آوِنَةٍ ... وَحَاذِرُوا سَكْرَةَ اللَّذَاتِ وَاللَّعِبِ

كَيْمَا تَعُودُ إِلَى الإِسْلامِ عِزَّتُهُ! ... وَيَصْبَحُ الْجَهْلُ وَالْكُفْرَانُ فِي نَصَبِ

أَفِتْيَةُ الدِّينِ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ لَكُمْ ... مَنَاهِلُ عَذُبَتْ أَحْلَى مِن الضَّرْبِ

وَطَالِبُ الْعِلْمِ مَأْمُولٌ لَهُ أَبَدًا ... مُسْتَقْبَلٌ شَامِخٌ أَعْلَى مِن الشُّهُبِ

وَالْمَجْدُ وَالْعِلْمُ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ ... لَكِنَّمَا الْعِلْمُ لا يُجْنَى بِلا تَعَبِ

يَا فِتْيَةِ الضَّادِ إِنَّ الْعِزَّ أَجْمَعُهُ ... فِي الدِّينِ وَالْخُلُقِ الْمَمْدُوحِ فِي الْكُتُبِِ

<<  <  ج: ص:  >  >>