للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا بَارَزَ الْمُصْطَفَى قَوْمًا بِعِدَّتِهِ ... وَلا الْعَدِيدِ وَلَكِنْ صِدْقُ مُحْتَسَبِ

وَلا الصَّحَابَةُ مَنْ خَافَتْ جُمُوعُهُمُ ... أَهْلُ الْبَسِيطَةِ مِنْ نَاءٍ وَمُقْتَرِبِ

هُمْ دَوَّخُوا كُلَّ جَبَّارٍ وَذِي أَشَرَ ... بِعَزمَةِ الصِّدْقِ ثُمَّ الْعَزْمُ بِالْقُضُبِ

تِلْكَ الْغَطَارِفَةُ الأَمْجَادِ لَمْ يَهِنُوا ... يَوْمًا عَلَى شِدَّةِ الضَّرَاءِ وَالسَّغَبِ

حَدَاهُمْ الشَّوْقُ لِلْمَوْعُودِ فِي زَبُرُ ... حَتَّى اسْتَوَوْا فَوْقَ مَتْنِ الْعِزِّ بِالْغَلَبِ

وَأَنْزَلُوا الْفُرْسَ عَنْ دِيوَانِ مَمْلَكَةٍ ... مَنِيعَةٍ شَمَخَتِ عَنْ كُلَّ مُغْتَصِبِ

وَلَمْ يَعُدْ مَجْدُهَا مِن بَعْدِهِمْ أَبَدَا ... وَكَانَتْ الْفُرْسُ تَحْتَ الذُّلِّ لِلْعَرَبِ

وَقَيْصَرُ قَصَّرَتْ أَيَّامَهُ وَغَدَا ... تَحْتَ السَّنَابِكِ فِي وَيْلٍ وَفِي حَرَبِ

أَمَا سَمِعْتَ بِجُنْدِ اللهِ كَمْ نَصَرُوا؟ ... وَمَزَّقُوا الرُّومَ بِالْحَمَلاتَ وَالرُّعُبِ؟

وَفِي (الأَبِلَّةِ) وَ (الْيَرْمُوكَ) مَا فَعَلُوا ... وَ (الْقَادِسِيَّةِ) يَوْمَ الْجَحْفَل اللَّجِبِ

وَكَمْ بِأَنْدَلسٍ مِنْ وَقْعَةٍ عَظُمَتْ ... فَنَالَتِ الْعُرْبُ فِيهَا مُنْتَهَى الأَرَبِ

وَأَصْبَحَ الْحَقُّ فِي الآفَاقِ مُنْبَعِثًا! ... كَالشَّمْسِ لَكِنَّهُ أَبْهَى وَلَمْ يَغِبِ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى أَزْكَى الْوَرَى شَرَفًا ... أَكْرِمْ بِهِ خَيْرَ مَبْعُوثٍ وَمُنْتَخَبِ!

عصمنا الله وإياكم من الزلل ووفقنا لصالح العمل وهدانا بفضله اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فَصْلٌ: وأما تسميته بالصوت الأحمق والصوت الفاجر، فهي تسمية الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، فروى الترمذي من حديث ابن أبي ليلى، عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>