للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التِي كَانُوا يَسْتَقْذِرُونَهَا، وَيَظُنُّونَهَا مَمْنُوعَةً فِي الجَمَاعَةِ أَوْ نَادِرَةٌ. ذَلِكَ فَوْقَ الآلامِ الفَظِيعَةِ التِي تُصِيبُ الحَرَائِرَ الشَّرِيفَاتِ وَالأَحْرَارِ الشُّرَفَاءِ، وَفَوْقَ الآثَارِ التِي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا فِي حَيَاةِ النَّاسِ وَطُمَأْنِينَةِ البُيُوتِ. انْتَهَى.

اللَّهُمَّ اكْتُبْ فِي قُلُوبِنَا الإِيمَانَ وَأَيِّدْنَا بِنُورٍ مِنْكَ يَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِدُعَائِنَا بَابَ القَبُولِ وَالإِجَابَةِ، وَاغْفِرْ لَنَا بِرَحْمَتِكِ الوَاسِعَةِ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

مَوْعِظَةٌ

عِبَادَ اللهِ: سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ أَنْ لا يُؤَاخِذَ مُذْنِبًا بِذَنْبٍ اقْتَرَفَهُ، أَوْ جَرِيمَةً اجْتَرَمَهَا، أَوْ جَرِيرَةً ارْتَكَبَهَا إِلا بَعْدَ أَنْ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَتّقُوهُ مِنْ مَحَارِمِهِ، وَيَجْتَنِبُوهُ مِنَ المُوبِقَاتِ المُؤَدِّيَةِ بِهِمْ إِلَى هُوَّةِ الهَلاكِ وَالدَّمَارِ، وَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلا إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةَِ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِيّ الأُمِيَ {الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ الكَرِيم، {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ، {يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} فِيهِ هُدَىً وَتِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَحْتَاجُ إليه النَّاسُ فِي دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ، فَاسْتَمْسَكَ المُسْلَمُونَ مُدَّةً مِنَ الدَّهْرِ بِهَدْيِهِ، وِتَخَلَّقُوا بِآدَابِهِ، فَكَانُوا فِي ذَلِكَ الحِينِ أَهْلَ الحَوْلِ وَالطَّوْلِ وَالقُوَّةِ وَالمَنَعَةِ، تَعْنُوا لَهُمْ الوُجُوهُ، وَتَخْضَعُ لَهُمْ الرِّقَابُ فَلَمْ يَقُمْ لَهُمْ مُنَازِعٌ إَلا ابْتَزُّوا مُلْكَهُ، وَاسْتَبَاحُوا مَكَانَ العِزَّةِ مِنْهُ، وَأَخَذُوا بِطَرْفِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ، وَكَانُوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ، وَيُؤْمِنُونَ بِاللهِ، كَانُوا فِي تِلْكَ الأَزْمَانِ يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللهِ وَيَتَّقُونَهُ، وَيُحْسِنُونَ فِي عِبَادَتِهِ وَإِلَى عِبَادِهِ، وَيَصْبِرُونَ عَنْ مَعَاصِيهِ، وِعَلَى أَقْدَارِهِ، فَكَانَ اللهُ مَعهم بِعَوْنِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>