للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذبت ولكنك فعلت ليُقَالُ هُوَ جواد، فقَدْ قيل، ثُمَّ أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار» أخرجه مسلم. والترمذي بمعناه، وَقَالَ معاذ بن جبل وذكر علماء السُّوء: من إذا وعظ عنف، أو وعظ أنف، فذاك في أول درك من النار، ومن الْعُلَمَاء من يأخذ علمه مأخذ السُّلْطَان فذَلِكَ في الدرك الثاني من النار، ومن الْعُلَمَاء من يحرز علمه، فذَلِكَ في الدرك الثالث من النار، ومن الْعُلَمَاء من يتخَيْر الكلام والعلم لوجوه النَّاس، ولا يرى سفلة النَّاس له مَوْضِعًا، فذَلِكَ في الدرك الرابع، ومن الْعُلَمَاء من يتكلم كلام اليهود والنَّصَارَى وأحاديثهم، ليكثر حديثهم، فذَلِكَ في الدرك الخامس من النار، ومن الْعُلَمَاء من ينصب نَفْسهُ للفتيا، يَقُولُ للناس: سلوني، فذَلِكَ الَّذِي يكتب عِنْد الله متَكَلُّفًا، والله لا يحب المتكلفين، فذَلِكَ في الدرك السادس من النار، ومن الْعُلَمَاء من يتخذ علمه مروءة وعقلاً، فذَلِكَ في الدرك السابع من النار، ذكره غير واحد من الْعُلَمَاء.

قال القرطبي: مثله لا يكون رأيًا، وإنما يدرك توقيفًا.

وفي حديث ذكره أسد بن مُوَسى أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن في جهنم لواديًا، جهنم لتتعوذ من شر ذَلِكَ الوادي كُلّ يوم سبع مرات، وإن في ذَلِكَ الوادي لجبًا، إن جهنم وَذَلِكَ الوادي ليتعوذان بِاللهِ من شر ذَلِكَ الجب، وإن في ذَلِكَ الجب لحية، إن جهنم والوادي وَذَلِكَ الجب ليتعوذون من شر تلك الحية، أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن» .

... لأَمْرٍ مَا تَصَدَّعَتِ الْقُلُوبُ ... وَبَاحَ بِسِرِّهَا دَمْعٌ سَكِيبُ

وَبَاتَتْ فِي الْجَوَانِحِ نَارُ ذِكْرَى ... لَهَا مِنْ خَارِجٍ أَثَرٌ عَجِيبُ

وَمَا خَفَّ اللَّبِيبُ لِغَيْرِ شَيْءٍ ... وَلا أَعْيَا بِمَنْطِقِهِ الأَرِيبُ

ذَرَاهُ لائِمَاهُ فَلا تَلُومَا ... فَرُيَّتَ لأئِمٍ فِيهِ يَحُوبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>