.. وَتَدُورُ كَاسَاتُ الرَّحِيقِ عَلَيْهِمَا
بِأَكُفٍّ أَقْمَارٍ مِن الْوِلْدَانِ
يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ هَذَا مَرَّةً
وَالْخُودُ أُخْرَى ثُمَّ يَتَّكِئَانِ
فَيَضُمُّهَا وَتَضُمُّهُ أَرَأَيْتَ مَعْـ
شُوقَيْنِ بَعْدَ الْبُعْدِ يَلْتَقِيَانِ
غَابَ الرَّقِيبُ وَغَابَ كُلُّ مُنَكِّدٍ
وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلانِ
أَتَرَاهُمَا ضَجِرَيْنِ مِنْ ذَا الْعَيْشِ لا
وَحَيَاةِ رَبِّكَ مَا هُمَا ضَجِرَانِ
وَيَزِيدُ كُلٌّ مِنْهُمَا حُبًّا لِصَا
حِبِهِ جَدِيدًا سَائِرَ الأَزْمَانِ
وَوِصَالُهُ يَكْسُوهُ حُبًّا بَعْدَهُ
مُتَسَلْسِلاً لا يَنْتَهِي بِزَمَانِ
فَالْوَصْلُ مَحْفُوفٌ بِحُبٍّ سَابِقٍ
وَبِلاحِقٍ وَكِلاهُمَا صِنْوَانِ
فَرْقٌ لَطِيفٌ بَيْنَ ذَاكَ وَبَيْنَ ذَا
يَدْرِيهِ ذُو شُغْلٍ بِهَذَا الشَّانِ
وَمَزِيدُهُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ حَاصِلٌ
سُبْحَانَ ذِي الْمَلَكُوتِ وَالسُّلْطَانِ ... >?