للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. عَشِقْنَا مِنَ اللَّذَاتِ كُلَّ مُحَرَّمٍ

فَأُفٍّ عَلَيْنَا مَا أَغَرَّ وَأَجْهَلا

لَقَدْ كَانَ أَقْوَامٌ مِنَ النَّاسِ قَبْلَنَا

يَعَافُونَ مِنْهُنَّ الْحَلالَ الْمُحَلَّلا

رَكَنّا إِلَى الدُّنْيَا فَطَالَ رُكُونُنَا

وَلَسْنَا نَرَ الدُّنْيَا عَلَى ذَاكَ مَنْزِلا

فَلِلَّهِ دَارٌ مَا أَحَثَّ رَحِيلَهَا

وَمَا أَعْرَضَ الآمَالَ مِنْهَا وَأَطْوَلا

أَبيّ الْمَرْءُ إِلا أَنْ يَطُولَ اغْتِرَارُهُ

وَتَأْبَى بِهِ الْحَالاتُ إِلا تَنَقُّلا

إِذَا أَمَّلَ الإِنْسَانُ أَمْرًا فَنَالَهُ

سَمَا يَبْتَغِي فَوْقَ الَّذِي كَانَ أَمَّلا

وَكَمْ مِنْ ذَلِيلٍ عَزَّ مِن بَعْدِ ذِلَّةٍ

وَكَمْ مِنْ رَفِيعٍ كَانَ قَدْ صَارَ أَسْفَلا

وَلَمْ أَرَ إِلا مُسْلِمًا فِي وَفَاتِهِ

وَإِنْ أَكْثَرَ الْبَاكِي عَلَيْهِ وَأَعْوَلا

وَكَمْ مِنْ عَظِيمِ الشَّأْنِ فِي قَعْرِ حُفْرَةٍ

تَلَحَّفَ فِيهَا بِالثَّرَى وَتَسَرْبَلا

أَيَا صَاحِبَ الدُّنْيَا وَثِقْتَ بِمَنْزِلٍ

تَرَى الْمَوْتَ فِيهِ بِالْعِبَادِ مُوَكَّلا

تُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا لِتَبْلُغَ عِزَّها

وَلَسْتَ تَنَالُ العِزَّ حَتَّى تَذَلَّلا ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>