فَقَالَ خزيمة: أَنَا أشهد أنك قَدْ بايعته؟ فأقبل النَّبِيّ ? على خزيمة فَقَالَ:«بم تشهد» ؟ قال: بتصَدِيقكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
فجعل النَّبِيّ ? شهادة خزيمة شهادة رجلين.
وقَدْ روى في بعض طرق هَذَا الْحَدِيث أن النَّبِيّ ? قال لخزيمة:«بم تشهد ولم تكن معنا» ؟ قال: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أصدقك بخبر السماء أفلا أصدقك بما تَقُول؟
قال الخطابي: ووجه هَذَا الْحَدِيث أن النَّبِيّ ? حكم على الأعرابي بعلمه إذ كَانَ النَّبِيّ ? يَقُولُ صادقًا بارًا وجرت شهادة خزيمة في ذَلِكَ مجرى التوكيد لقوله له ? والاستظهار بها على خصمه.
فصَارَت في التقدير مَعَ قول رسول الله ? كشهادة رجلين في سائر القضايا. رَحِمَهُ اللهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَمَ.
فَصْلٌ: قال الواقدي عن أشياخ له: إن شيبة بن عثمان كَانَ يحدث عن إسلامه فَيَقُولُ: ما رَأَيْت أعجب مِمَّا كانَا فيه من لزوم ما مضى عَلَيْهِ آباؤنا من الضلالات.
فَلَمَّا كَانَ عام الفتح ودخل النَّبِيّ ? عنوة قُلْتُ: أسير مَعَ قريش إلى هوزان بحنين فعَسَى إن اختلطوا أن أصيب من مُحَمَّد غرة فأثأر منه فأكون أَنَا الَّذِي قمت بثأر قريش كُلّهَا، وأَقُول: ولو لم يبق من الْعَرَب والعجم أحد إِلا اتبع محمدًا ما اتبعته أبدًا.
فَلَمَّا اختلط النَّاس اقتحم رسول الله ? عن بغلته وأصلت السيف فدنوت أريد ما أريد منه ورفعت سيفي، فرفع لي شواظ من نار كالبرق حتى كاد يمحشني فوضعت يدي على بصري خوفًا عَلَيْهِ، فالتفت إلى رسول الله ? وناداني يا شيب ادن مني.
فدنوت منه فمسح صدري وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أعذه من الشيطان