للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوالله لهو كَانَ ساعتئذٍ أحب إلى من سمعي وبصري ونفسي وأذهب الله عَزَّ وَجَلَّ ما كَانَ بي.

ثُمَّ قال: ادن فقاتل. فتقدمت أمامه اضرب بسيفي، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُلّ شَيْء، ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كَانَ حيًا لأوقعت به السيف.

فَلَمَّا تراجع المسلمون وكروا كرة رجل واحد قربت بغلة رسول الله ? فاستوى عَلَيْهَا فخَرَجَ في أثرهم حتى تفرقوا في كُلّ وجه، وَرَجَعَ إلى معسكره فدخل خباءه، فدخلت عَلَيْهِ فَقَالَ: «يا شيب الَّذِي أراد الله بك خَيْر مِمَّا أردت بنفسك» .

ثُمَّ حدثني بكل ما أضمرت في نفسي مِمَّا لم أكن أذكره لأحد قط. فقُلْتُ: فإني أشهد أن لا إله إِلا الله وأنك رسول الله. ثُمَّ قُلْتُ: أستغفر لي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: «غفر الله لك» .

وعن أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره مِنْهُمْ البراء بن مالك» .

وإن البراء لقي زحفًا من المشركين وقَدْ أوجع المشركون في المسلمين.

فَقَالُوا له: يا براء إن رسول الله ? قال: إنك لو أقسمت على الله لأبرك، فأقسم على الله فَقَالَ: أقسمت عَلَيْكَ يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم.

ثُمَّ التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا المسلمين فَقَالُوا: أقسم على ربك، فَقَالَ: أقسمت عَلَيْكَ يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك ? فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدًا. وَاللهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>