فَلَمَّا قدم النَّبِيّ الْمَدِينَة جعلت نَفْسهُ تتوق إلى الإسلام ولا يقدر عَلَيْهِ من عمه حتى مضت السنون والمشاهد.
فَقَالَ لعمه: يا عم إني قَدْ انتظرت إسلامك فلا أراك تريد محمدًا فأذن لي في الإسلام.
فَقَالَ: وَاللهِ لئن اتبعت مُحَمَّد لا أترك بيدك شَيْئًا كنت أعطيتكه إِلا نزعته منك حتى ثوبيك.
قال: فانَا وَاللهِ متبع محمدًا وتارك عبادة الحجر، وهَذَا ما بيدي فخذه، فأخذ ما أعطاه حتى جرده من إزاره.
فأتي أمه فقطعت بجادًا لها باثنين فأتزر بواحدٍ وارتدى بالآخِر ثُمَّ أقبل إلى الْمَدِينَة وكَانَ بورقان فاضطجع في المسجد في السحر.
وكَانَ رسول الله ? يتصفح النَّاس إذا انصرف من الصبح فنظر إليه فنظر إليه فَقَالَ:«من أَنْتَ» ؟ فانتسب له، وكَانَ اسمه عبد العزى. فَقَالَ:«أَنْتَ عَبْد اللهِ ذو البجادين» .
ثُمَّ قال:«انزل مني قريبًا» . فكَانَ يكون في أضيافه حتى قَرَأَ قرانَا كثيرًا.
فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيّ ? إلى تبوك قال: ادع لي بالشهادة فربط النَّبِيّ ? على عضده لحى سمرة وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إني أحرم دمه على الكفار» .
فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا أردت.
قال النَّبِيّ ? إنك إذا خرجت غازيًا فأخذتك الحمى فقتلتك فأَنْتَ شهيد، أو وقصتك دابتك فأَنْتَ شهيد» . فأقاموا بتبوك أيامًا ثُمَّ توفي.