للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بلال بن الحارث: حضرت رسول الله ? ومَعَ بلال المؤذن شعلة من نار عَنْدَ القبر واقفًا بها.

وإذا رسول الله ? وَهُوَ يَقُولُ: «أدينا إلى أخاكما» . فَلَمَّا هيأه لشقه في اللحد قال: «اللَّهُمَّ إني قَدْ أمسيت عَنْهُ راضيًا فارض عَنْهُ» .

فَقَالَ ابن مسعود: ليتني كنت صَاحِب اللحد.

وعن أبي وائل عن عَبْد اللهِ قال: وَاللهِ لكأني أرى رسول الله ?في غزوة تبوك وَهُوَ في قبر عَبْد اللهِ ذي البجادين وأبو بكر وعمر يَقُولُ: «أدنيا إلى أخاكما» .

وأخذه من القبلة حتى أسكنه في لحده ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيّ ? وولياهما الْعَمَل.

فَلَمَّا فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعًا يديه يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إني أمسيت عَنْهُ راضيًا فارض عَنْهُ» .

وكَانَ ذَلِكَ ليلاُ فوَاللهِ لوددت أني مكانه، ولَقَدْ أسلمت قبله بخمس عشر سنة. وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم.

فَصْلٌ: عن مُحَمَّد بن سعد قال: أتى واثلة رسول الله ? فصلى معه الصبح. وكَانَ رسول الله ? إذا صلى وانصرف تصفح أصحابه فَلَمَّا دنا من واثلة قال: «من أَنْتَ» ؟ فأخبره.

فَقَالَ: «ما جَاءَ بك» ؟ قال: جئت أبايع. فَقَالَ رسول الله ? «فيما أحببت وكرهت» ؟ قال نعم. قال: «فيما أطقت» ؟ قال: نعم. فأسلم وبايعه.

وكَانَ رسول الله ? يتجهز يومئذ إلى تبوك فخَرَجَ واثلة إلى أهله فلقي أبا الأسقع فَلَمَّا رأى حاله قال: قَدْ فعلتها؟ قال: نعم قال أبوه: وَاللهِ لا أكلمك أبدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>