يَهِمُّ بِلا جَدٍّ وَلَيْسَ بِنَاهِضٍِ
عَلَى قَدَمِ التَّشْمِيرِ مِنْ فَرْطِ غَفْلَةِ
وَقَدْ سَارَ أَهْلُ الْعَزْمِ وَهُوَ مُخَلَّفُ
وَقَدْ ظَفِرُوا بِالْقُرْبِ مِنْ خَيْر حَضْرَةِ
وَقَدْ أَدْرَكُوا الْمَطْلُوبَ وَهُوَ مُقَيَّدٌ
بِقَيْدِ الأَمَانِي وَالْحُظُوظِ الْخَسِيسَةِ
وَلَمْ يَنْتَهِزْ مِنْ فَائِتِ الْعُمْرِ فُرْصَةً
وَلَمْ يَغْتَنِمْ حَالِي فَرَاغٍ وَصِحَّةِ
وَلَمْ يَخْشَى أَنْ يَفْجَأهُ مَوْتٌ مُجَهِّزٌ
فَإِنَّ مَجِيءَ الْمَوْتِ غَيْرُ مُؤَقَّتِ
وَلَمْ يَتَأَهَّبْ لِلرُّجُوعِ لِرَبِّهِ
وَلَمْ يَتَزَوَّدْ لِلطَّرِيقِ الْبَعِيدَةِ
وَبَيْنَ يَدَيْهِ الْمَوْتُ وَالْقَبْرُ وَالْبَلَى
وَبَعَثٌ وَمِيزَانٌ وَأَخْذُ الصَّحِيفَةِ
وَجَسْرٌ عَلَى مَتْنِ الْجَحِيمِ وَمَوْقِفٌ
طَوِيلٌ وَأَحْوَالُ الْحِسَابِ الْمَهُولَةِ
وَلَكِنَّهُ يَرْجُو الذِي عَمَّ جُودُهُ
وَإِحْسَانُهُ وَالْفَضْلُ كُلَّ الْخَلِيقَةِ
إِلَهٌ رَحِيمٌ مُحْسِنٌ مُتَجَاوِزٌ
إِلَيْهِ رُجُوعِي فِي رَخَائِي وَشِدَّتِي