فخف النبي ? إلى حصونهم وضرب الحصار عليها، وقد استعان المسلمون بالأسلحة الحديثة التي أمددتهم بها بعض القبائل الأخرى، وثقل الحصار عليهم جميعًا فجمع النبي ? أصحابه للمشورة، واقترح أحد الشيوخ المحنكين تركهم وشأنهم فقد عاد الذئب إلى جحره وليس من الهين اصطياده، خصوصًا وأن المسلمين ما خرجوا إلا لرد العدوان، وها هو العدو أعجز من أن يضربهم، فأمر النبي برفع الحصار إذا لم يكن للمسلمين من هدف سوى إبعاد الخطر، وقد كان.
وفي طريق عودتهم طلب بعضهم من النبي في نفس المكان الذي قذف فيه بالحجارة من قبل، أن يستنزل غضب الله على الأعداء. ولكنه بدلاً من أن يلعنهم ويستنزل غضب ربه، أخذ يصلي ويتضرع من أجلهم، ويبتهل إلى الله أن يهدي ثقيفًا إلى الإسلام، وأن تنضم إلى لواء النبي ?. وقبل الله دعاءه، فلم ينقض وقت طويل حتى دخل الجميع في دين الله أفواجًا، طوعًا ومن تلقاء أنفسهم. انتهى.