للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الجميل، وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فصل) والخصلة السابعة: تحرير كلامه في التوخي به إبان حاجته والاقتصار منه على قدر كفايته فلا يسترسل فيه هذرًا ولا يحجم عنه حصراً وهو فيما عدا حالتي الحاجة والكفاية أجمل الناس صمتًا وأحسنهم سمتاً.

ولذلك حفظ كلامه حتَّى لم يختل وظهر رونقه حتَّى لم يعتل واستعذبته الأفواه حتَّى بقي محفوظاً في القلوب مدوناً في الكتب فلن يسلم الإكثار من الزلل ولا الهذر من الملل.

والخصلة الثامنة: أنه أفصح الناس لساناً وأوضحهم بياناً وأوجزهم كلاماً وأجزلهم ألفاظاً وأصحهم معاني لا يظهر فيه هجنة التكلف ولا يتخلله فيهقة التعسف.

وقد دون كثير من جوامع كلمه ومن كلامه الَّذِي لا يشاكل في فصاحته وبلاغته ومع ذلك ف يأتي عليه إحصاء ولا يبلغه استقصاء.

ولو مزج كلامه بغيره لتميز بأسلوبه ولظهر فيه آثار التنافر فلم يلتبس حقه من باطله ولبان صدقه من كذبه هذا ولم يكن متعاطياً للبلاغة ولا مخالطاً لأهلها من خطباء أو شعراء أو فصحاء وإنما هو من غرائر طبعه وبداية جبلته وما ذاك إلا لغاية تراد وحادثة تشاد.

وأما الوجه الرابع في فضائل أفعاله فمختبر بثمان خصال:

(أحداهن) حسن سيراته وصحة سياسته في دين نقل به الأمة عن مألوف وصرفهم به عن معروف أغلى غير معروف فأذعنت به النفوس طوعاً وانقادت خوفاً وطمعاً وشديد عادة منتزعة إلا لمن كان مع التأبيد الإلهي معاناً بحزم صائب وعزم ثاقب.

<<  <  ج: ص:  >  >>