للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام وتقول: إن هذا منا له قليل، فنظر إليه ثم قَالَ: ضعه فوضعته في ناحية البيت، ثم قَالَ: اذهب فادع لي فلاناً وفلاناً فسمى رجالاً كثيراً.

قَالَ: ومن لقيت من المسلمين فدعوت من قَالَ لي، ومن لقيت من المسلمين فجئت والبيت والصفة والحجرة ملاء من الناس فَقَالَ لي رسول الله ? جيء به؛ فجئت به إليه فوضع يده عليه ودعا وَقَالَ: ما شاء الله.

ثم قَالَ: ليتحلق عشرة ويسموا وليأكل كل إنسان مِمَّا يليه، فجعلوا يسمون ويأكلون حتَّى أكلوا كلهم، فَقَالَ لي رسول الله ? ارفعه فجئت فأخذت التور، فنظرت فيه فلا أدري أهو حين وضعت أكثر أم حين رفعته!

وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول الله ? وزوج رسول الله ? التي دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط، فأطالوا الحديث فشقوا على رسول الله ? وكان أشد الناس حياء، ولو أعلموا كان ذلك عليهم عزيزاً، فَقَامَ رسول الله ? فسلم على حجره وعلى نسائه، فلما رأوه قد جاء ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب، فخرجوا.

وجاء رسول الله ? حتَّى أرخى الستر، ودخل البيت وأنا في الحجرة، فمكث رسول الله ? في بيته يسيراً وأنزل الله عليه القرآن فخرج وهو يقرأ هذا الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} فقرأهن علي قبل الناس وأنا أحدث الناس بهن عهداً

اللَّهُمَّ مكن محبتك في قلوبنا وقوها ونور قلوبنا بنور الإيمان وثبتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>