على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وزحزحنا عن النار وأدخلنا الجنة دار القرار ومتعنا بالنظر إلى وجهك يا أكرم الأكرمين وأرحم الرحمين وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ)
عن عبد الله بن عباس قَالَ: خرج أبو بكر بالهاجرة، فسمع بذلك عمر فخرج فإذا هو بأبي بكر، فَقَالَ يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ فَقَالَ: أخرجني والله ما أجد في بطوننا من حاق الجوع.
فَقَالَ: وأنا والله ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله ? فَقَالَ: ما أخرجكما هذه الساعة؟ فقالا: أخرجنا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا والَّذِي نفسي بَيّدِهِ ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا حتَّى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري وكان أبو أيوب ذكر لرسول الله ? طعاما أو لبنا فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه أهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه.
فلما أتوا باب أبي أيوب خرجت امرأته فقالت: مرحبا برسول الله ? وبمن معه فَقَالَ لها رسول الله ? فأين أبو أيوب؟ فقالت: يأتيك يا نبي الله الساعة.
فرجع رسول الله ? فبصر به أبو أيوب - وهو يعمل في نخل له - فجاء يشتد حتَّى أدرك رسول الله ? فَقَالَ: مرحبا بنبي الله وبمن معه.
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، ليس بالحين الَّذِي كنت تجيئني فيه، فرده، فجاء إلى عذق النخل فقطعه، فَقَالَ له رسول الله ?: ما أردت إلى هذا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أحببت أن تأكل من رطبه وبسره وثمره وتذنوبه، ولأذبحن لك مع هذا.
فَقَالَ: إن ذبحت، فلا تذبحن ذات در، فأخذ عناقاً له، أو جدياً؛