فذبحه، وَقَالَ لامرأته: اختبزي وأطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز فعمد إلى نصف الجدي فطبخه، وشوى نصفه.
فلما أدرك بالطعام وضع بين يدي رسول الله ? وأصحابه، فأخذ رسول الله ? من الجدي فوضعه على رغيف، ثم قَالَ: يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام.
فلما أكلوا وشبعوا قَالَ النبي ? خبز ولحم وبسر وتمر ورطب، ودمعت عيناه، ثم قَالَ: هذا من النعيم الَّذِي تسألون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على أصحابه، فَقَالَ رسول الله ? إذا أصبتم مثل هذا، وضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله وبركة الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الَّذِي أشبعنا وأروانا، وأنعم وأفضل، فإن هذا كفاف بهذا.
وكان رسول الله ? لا يأتي إليه أحد معروفاً إلا أحب أن يجازيه؛ فَقَالَ لأبي أيوب: ائتنا غداً فلم يسمع، فَقَالَ له عمر إن رسول الله ? يأمرك أن تأتيه، فلما أتاه أعطاه وليدة، فَقَالَ: يا أبا أيوب، استوص بهذه خيراً فإنا لم نر إلا خيراً ما دامت عندنا؛ فلما جاء بها أبو أيوب قَالَ: ما أجد لوصية رسول الله ? شيئاً خيراً من أن أعتقها؛ فأعتقها.
والله أعلم وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وسلم.