للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذبحه، وَقَالَ لامرأته: اختبزي وأطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز فعمد إلى نصف الجدي فطبخه، وشوى نصفه.

فلما أدرك بالطعام وضع بين يدي رسول الله ? وأصحابه، فأخذ رسول الله ? من الجدي فوضعه على رغيف، ثم قَالَ: يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام.

فلما أكلوا وشبعوا قَالَ النبي ? خبز ولحم وبسر وتمر ورطب، ودمعت عيناه، ثم قَالَ: هذا من النعيم الَّذِي تسألون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على أصحابه، فَقَالَ رسول الله ? إذا أصبتم مثل هذا، وضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله وبركة الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الَّذِي أشبعنا وأروانا، وأنعم وأفضل، فإن هذا كفاف بهذا.

وكان رسول الله ? لا يأتي إليه أحد معروفاً إلا أحب أن يجازيه؛ فَقَالَ لأبي أيوب: ائتنا غداً فلم يسمع، فَقَالَ له عمر إن رسول الله ? يأمرك أن تأتيه، فلما أتاه أعطاه وليدة، فَقَالَ: يا أبا أيوب، استوص بهذه خيراً فإنا لم نر إلا خيراً ما دامت عندنا؛ فلما جاء بها أبو أيوب قَالَ: ما أجد لوصية رسول الله ? شيئاً خيراً من أن أعتقها؛ فأعتقها.

والله أعلم وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وسلم.

فَهَا سُنَّةُ الْمَعْصُومِ خَيْرَةِ خَلْقِهِ ... شَكَتْ بِلِسَانِ الْحَالِ طُولَ جِفَاهَا

فَنَسْأَلُ رَبُّ الْعَرْشِ تَيِسِيرَ مُخْلِص ... يُزِيلُ ظَلامًا قَدْ طَمَا وَعَلاهَا

فَتَى قَدْ جَنَى مِنْ كُلِّ فَنٍ ثِمَارَهُ ... وَأَمَّ إِلَى هَامِ الْعُلَى فَعَلاهَا

قَرِيبٌ إِلَى أَهْلِ الشَّرِيعَةِ وَالتُّقَى ... وَيَبْعُد عَمَّنْ يَرْتَضِي بِسِوَاهَا

عَفِيفٌ عَن الأَمْوَالِ إِلا بِحَقِّهَا ... وَعَنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا يُطِيلُ جِفَاهَا

يُوَالِي وَيُدْنِي أَهْلَ سُنَّةَ أَحْمَدِ ... بَعِيدٌ لِمَنْ يَهْدِي بِغَيْرِ هُدَاهَا

يَحُفُّ بِهِ قَوْمٌ عَلَى كُلِّ سَابِحٍ ... مُنَاهُمْ مُنَاوَاةُ الْعِدَى وَلِقَاهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>