للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللهِ ? يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْت رَسُولَ اللهِ ?، قَالَ: «خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ - لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ - فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ.

فَقُلْ: إِنَّ اللهَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلاَءِ فَارْكَبُوهُنَّ» . فَانْطَلَقْتُ إِلى أصْحابي بِهِنَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رسول الله ? يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلاَءِ.

وَلَكِنِّي وَاللهِ لاَ أَدَعُكُمْ حتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللهِ ? حينَ سَألْتُهُ لكُمْ، ومَنْعَهُ في أوَّلِ مَرَّةٍ ثُمَّ إعْطاءَهُ إَّيايَ بَعْدَ ذَلِكَ، لاَ تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئاً لَمْ يَقُلْهُ.

فَقَالُوا لِي: والله إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ، وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ؛ فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ حتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللهِ ? مَنْعَهُ إِيَّاهُمْ، ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ، فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى.

وعن كعب بن مالك قَالَ: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفُقِّهْنا ومعنا البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة.

قَالَ البراء لنا: يا هؤلاء إني قد رأيت رأياً، فوالله ما أدري أتوافقونني عليه، أم لا؟ قلنا: وما ذاك؟ قَالَ: قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها.

فقلنا: والله ما بلغنا أن نبيناً ? يصلي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فَقَالَ: إني لمصل إليها فقلنا له: لكنا لا نفعل، فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة، حتَّى قدمنا مكة.

وقد كنا قد عتبنا عليه ما صنع، وأبى إلا الإقامة على ذلك فلما قدمنا مكة قال لي: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله ? حتَّى نسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله لقد وقع فِي نَفْسِي منه شيء، لما رأيت من خلافكم إياي فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>