للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللون، فإن كان هو الَّذِي دعاكم، فأجيبوه، وادخلوا في دينه فإنا نحسده ولا نتبعه وإنا منه في مواطن بلاء عظيم، ولا يبقى أحد من العرب إلا اتبعه، وإلا قاتله فكونوا ممن يتبعه.

فَقَالَ ميسرة: يا قوم ألا إن هذا الأمر بين، فَقَالَ القوم: نرجع إلى الموسم ونلقاه، فرجعوا إلى بلادهم، وأبى ذلك عليهم رجالهم، فلم يتبعه أحد منهم، فلما قدم رَسُولِ اللهُ ? المدينة مهاجراً وحج حجة الوداع لقيه ميسرة فعرفه.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ما زلت حريصاً على إتباعك من يوم أنخت بنا، حتَّى كان ما كان، وأبى الله إلا ما ترى من تأخر إسلامي، وقد مات عامة النفر الَّذِينَ كانوا معي، فأين مدخلهم يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهُ ? كل من مات على غير دين الإسلام فهو في النار.

فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي أنقذني؛ فأسلم وحسن إسلامه، وكان له عند أبي بكر مكان.

اللهُمَّ وفقنا لسلوك مناهج المتقين وخصنا بالتوفيق المبين واجعلنا بفضلك من عبادك المخلصين الَّذِينَ لا خوف عليهم ولا هم يخزنون وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

عَنْ أَبِى مُوسَى الأشْعَري قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ? أَسْأَلُهُ لَهُمُ الْحُمْلاَنَ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ فَقَالَ: «وَاللهِ لاَ أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ» . وَوَافَقْتُهُ، وَهْوَ غَضْبَانُ وَلاَ أَشْعُرُ.

فَرَجَعْتُ حَزِيناً مِنْ مَنْعِ رَسُولِ اللهِ ? وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ رَسُولِ اللهِ ? قَدْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ رَسُولِ اللهِ ?، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلاَلاً يُنَادِى أَيْ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ. فَأَجَبْتُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>