اللهُمَّ أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنك سميع الدعاء.
اللهُمَّ مكن محبتك في قلوبنا وقوها ونور قلوبنا بنور الإيمان وألهمنا ذكرك وشكرك بحضور قلب واجعلنا هداة مهتدين وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عن عبد الله بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قَالَ: جاءنا رسول الله ? في منازلنا بمنى، ونحن نازلون بإزاء الجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف، وهو على راحلته مردفاً خلفه زيد بن حارثة. فدعانا؛ فوقف ما استجبنا له ولا خير لنا، وقد كنا سمعنا به وبدعائه في المواسم، فوقف علينا يدعونا فلم نستجب له، وكان معنا ميسرة بن مسروق العبسي.
فَقَالَ لنا: أحلف بالله لو قد صدقنا هذا الرجل وحملناه حتَّى نحل به وسط بلادنا لكان الرأي، فأحلف بالله ليظهرن أمره حتى يبلغ كل مبلغ. فَقَالَ القوم: دعنا منك لا تعرضنا لما لا قبل لنا به. وطمع رسول الله ? في ميسرة، فكلمه؛ فَقَالَ ميسرة: ما أحسن كلامك وأنوره ولكن قومي يخالفونني وإنما الرجل بقومه، فإذا لم يعضدوه، فالعدى أبعد.
فانصرف رَسُولِ اللهُ ? وخرج القوم صادرين إل أهليهم؛ فَقَالَ لهم ميسرة: ميلوا نأتي فدك؛ فإن بها يهوداً نسائلهم عن هذا الرجل؛ فمالوا إلى يهود، فأخرجوا سفراً لهم فوضعوه. ثم درسوا ذكر رَسُولِ اللهُ ? النبي الأمي العربي، يركب الحمار، ويجتزي بالكسرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالجعد، ولا بالبسط، في عينيه حمرة، مشرق