للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: ولو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ما اتبعته أبداً. فلما اختلط الناس اقتحم رَسُولُ اللهِ ? عن بغلته وأصلت السيف فدنوت أريد ما أريد منه ورفعت سيفي، فَرُفِعَ لي شواظ من نار كالبرق حتَّى كاد يمحشني فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ ? وَنَادَانِي: يَا شيبةُ ادْنُ مِنِّي. فدنوت منه فمسح صدري وَقَالَ: «اللهُمَّ أعذه من الشيطان» . فو الله لهو كان ساعتئذٍ أحب إلى من سمعي وبصري ونفسي وأذهب الله عز وجل ما كان بي ثم قَالَ: ادن فقاتل. فتقدمت أمامه أضرب بسيفي، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كل شيء، ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف.

فلما تراجع الْمُسْلِمُونَ وكروا كرة رجل واحد قربت بغلة رَسُولِ اللهِ ? فاستوى عليها فخرج في أثرهم حتَّى تفرقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكر فدخل خباءه، فدخلت عليه فَقَالَ: يا شيبةُ، الَّذِي أَرَادَ الله بِكَ خير مِمَّا أردت بنفسك.

ثم حَدَّثَنِي بكل ما أضمرت فِي نَفْسِي مِمَّا لم أكن أذكره لأحد قط. فقلت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رَسُولُ اللهُ. ثم قلت: استغفر لي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: غفر الله لك.

(فَصْلٌ) وعن أنس بن مالك قَالَ: قَالَ رسول الله ? «كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه لأبره منهم البراء بن مالك» . وأن البراء لقي زحفاً من المشركين قد أوجع المشركون في المسلمين. فقَالُوا له: يا براء إن رسول الله ? قَالَ: إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأقسم على الله فَقَالَ: أقسمت عَلَيْكَ يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم. ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقَالُوا: أقسم على ربِكَ، فَقَالَ: أقسمت عَلَيْكَ يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك ? فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً.

(فَصْلٌ) أرسل عمر إِلَى الْكُوفَةِ من يَسْأَلُ عَن سَعْدٍ فكان الناس يُثْنُونَ خيراً حتَّى سئل عنه رجل من بَنِي عَبْسٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>