للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: أَمَّا إِذْ أنَشَدْتَمونَا، عن سَعْدٍ فَإِنَّه كَانَ لاَ يَخرج في السَّرِيَّةِ، وَلاَ يَعْدِلُ بالرعية وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ.

فَقَالَ سَعْدٌ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ وَعظم فَقْرَهُ وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.

فَكَانَ يرى وهو شَيْخٌ كَبِيرٌ قد تدلى حَاجِبَاهُ من الكبر َتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِى يَغْمِزُهُنَّ فِي الطُّرُقِات يَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.

وكذا سعيد بن زيد كان مجاب الدعوة فقد روى أن أروى بنت أوس استعدت مروان على سعيد وقالت: سرق من أرضي وأدخله في أرضه.

فَقَالَ سعيد: اللهُمَّ إن كانت كاذبة فأذهب بصرها وأقتلها في أرضها فذهب بصرها وماتت في أرضها.

(فَصْلٌ) قَالَ إبراهيم بن أدهم: مرض بعض العباد فدخلنا عليه نعوده، فجعل يتنفس ويتأسف، فقلت له: على ماذا تتأسف؟ قَالَ: على ليلة نمتها، ويوم أفطرته، وساعة غفلت فيها عن ذكر الله عز وجل.

وبكى بعض العباد عند موته، فقِيلَ له ما يبكيك؟ فَقَالَ أن يصوم الصائمون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم. تأمل يا أخي هذه الأماني لله دره.

عن ابن أبي مليكة قَالَ: لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبي جهل البحر هارباً فخب بهم البحر، فجعلت الصراري (أي الملاحون) يدعون الله ويوحدونه.

فَقَالَ: ما هذا؟ قَالُوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>