مَا كَانَ عَيْبًا لَوْ تَفَقَّدَتْنِي ... وَقُلْتَ هَلْ أَتْهَمَ أَوْ أَنْجدَا
فَعَادَةُ السَّادَةِ مِنْ قَبْلِنَا ... تَفَقُّدُ الأَتْبَاعِ وَالأَعْبُدَا
هَذَا سُلَيْمَانُ عَلَى مُلْكِهِ ... وَهُوَ بِأَخْبَارٍ لَهُ يُقْتَدِي
تَفَقَّدَ الطَّيْرَ وَأَجْنَاسِهَا ... فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهَدَا
وَالْمُصْطَفَى أَيْضًا كَمَا سَمِعْتُمْ بِهِ ... فِي قِصَّةِ الْقَتْلَى كَمَا قَدْ أَتَى
فَقَالَ رسول الله ?: ((هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه)) .
فوضعه رسول الله ? على ساعديه ثم حتَّى حفروا له ما له سرير إلا ساعدي رسول ? حتَّى وضعه في قبره.
لله در هذه الأنفس فما أعزها وهذه الهمم فما أرفعها! .
وَلَمَّا رَأَوا بَعْضَ الْحَيَاةِ مُذلَّةً ... عَلَيْهِمْ وَعِزَّ الْمَوْتِ غَيْرَ مُحَرَّمِ
أَبَوْا أَنْ يَذُوقُوا الْعَيْشَ وَالذَّمُّ وَاقِعٌ ... عَلَيْهِ وَمَاتُوا مَيْتَةً لَمْ تُذَمَّمِ
وَلا عَجَبٌ لِلأَسَدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلابُ الأَعَادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمٍ
فَحَرْبَةُ وَحْشِيٍّ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى ... وَحَتْفُ عَلِيٍّ فِي حُسَامِ ابنِ مُلْجَمِ
(فَصْلٌ) روى مسلم في أفراده من حديث أنس بن مالك قَالَ
انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ ? وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَدْرٍ حتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ» .
قَالَ: عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ؟! قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: بَخٍ بَخٍ. يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟» . قَالَ [لاَ] وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا» .
قَالَ: فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُهن ثُمَّ قَالَ: إنْ