اللهُمَّ افتح لدعائنا باب القبول والإجابة وارزقنا الإقبال على طاعتك والإنابة وبارك في أعمالنا وأجزل لنا الأجر والإثابة وآتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
(فَصْلٌ)
قال الواقدي: لما أَرَادَ عمرو بن الجموح الخروج إلى أحد منعه بنوه
وقَالُوا: قد عذرك الله. فجاء إلى النبي ? فَقَالَ: إن بني يريدون حبسي عن الخروج معك وأنى لأرجو أن أطأ بعرجتي [هذه] في الجنة، فَقَالَ:«أما أنت فقد عذرك الله» ثم قَالَ لبنيه لا عليكم أن تنعوه لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة فخلوا سبيله.
قالت امرأته هند بنت عمرو بن خزام: كأني أنظر إليه مولياً، قد أخذ درقته وهو يقول: اللهُمَّ لا تردني إلى خربي وهو منازل بني سلمة.
قَالَ أبو طلحة: فنظرت إليه حين انكشف الْمُسْلِمُونَ ثم ثابوا، وهو في الرعيل الأول، لكأني أنظر إلى ظلع في رجله وهو يقول: إنا والله مشتاق إلى الجنة!
ثم أنظر إلى ابنه خلاد [وهو] يعدو [معه] في إثره حتَّى قتلا جميعاً.
وفي الحديث أنه دفن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمر وأبو جابر في قبر واحد، فخرب السيل قبورهم، فحفر عنهم بعد ست وأربعين سنة فوجدوا لم يتغيروا كأنهم ماتوا بالأمس.