فإن عجزوا عن حفظها فالعمدة في الحديث يجعل لمن حفظها ثلاثة آلاف (٣٠٠٠) أو الأربعين النووية ويجعل لمن يحفظها ألفاً (١٠٠٠) .
ويجعل لمن يحفظ مختصر المقنع في الفقه ألفين (٢٠٠٠) من الريالات فالغيب سبب لحفظ المسائل وسبب لسرعة استخراج ما أريد من ذلك وما أشكل معناه أو يدخلهم في مدارس تحفيظ القرآن في بيوت الله أو البيوت المعدة لذلك فمدارس تعليم القرآن والسنة هي مدارس التعليم العالي الممتاز الباقي النافع في الدنيا والآخرة أو يدخلهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم الموجودة في المساجد.
فمن وفقه الله لذلك وعمل أولاده بذلك كان سبباً لحصول الأجر من الله وسبباً لبرهم به ودعائهم له إذا ذكروا ذلك منه ولعله أن يكون سبباً مباركاً يعمل به أولاده مع أولادهم فيزيد الأجر له ولهم. نسأل الله أن يوفق الجميع لحسن النية.
وَلَمْ أَرَى لِلْخَلائِقِ مِنْ مُرَبٍّ ... كَعْلْمِ الشَّرْعِ يُؤخَذُ عَنْ ثِقَاتِ
بِبَيْتِ اللهَ مَدْرَسَةِ الأَوَالَي ... لِمَنْ يَهْوَى العُلُومُ الرَّاقِيَاتَ
آخر:
أَيْقِظْ جُفُونَكَ يَا مِسْكِينُ مِنْ سِنَةٍ ... وَانْظُرْ بِعَقْلِكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ عِبَرِ
بِالأَمْسِ كُنْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ في لَعِبٍ ... غَضِّ الشَّيَابِ قَلِيلِ الْهَمِّ وَالْفِكَرِ
وَقَدْ كَبِرْتَ وَحَانَ الشَّيْبُ مِنْكَ وَلا ... أَرَاكَ تَنْظُرُ يَا مَغْرُورُ فِي الْكِبَرِ
تَبِعْتَ وَيْحَكَ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا ... تُمْسِي وَتُصْبِحُ مَسْرُورًا عَلَى النُّكُرِ
أَمَا اعْتَبَرْتَ بِمَا شَيَّعْتَ مِنْ سَلَفٍ ... إِلَى الْقُبُورِ مِنَ الأَشْيَاخِ وَالصِّغَرِ
وَأَنْتَ فِي كُلِّ يَوْمٍ زَائِدًا أَمَلاً ... وَالدَّهْرُ يَهْدِمُ مِنْكَ الْعُمْرَ فَابْتَدِرِ
يَا مَنْ مَضَى عُمْرُهُ الْمَكْنُونُ في سَفَه ... وَفِي الْمَحَالِ وَفِي اللَّذَاتِ وَالْبَطَرِ
أَيْنَ الشَّبَابُ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَحْمِدُهُ ... مَضَى سَرِيعًا كَمِثْلِ اللَّمْحِ فِي الْبَصَرِ
وَقَدْ أَتَى لَكَ شَيْبٌ لا زَوَالَ لَهُ ... إِلا بِمَوْتِكَ يَا مَغْرُورُ فَانْتَظِرِ