للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَن سَلَكَ على دَرَجَةِ الإيمانِ إلى أن يموتَ عليها مَنَعْتهُ مِن دخولِ النارِ بالكليةِ فإن الإيمانِ يُطْفِئُ لَهَبَ نارِ جهنم حتى تقولَ: يا مُؤْمَنُ جُزْ فَقَدْ أطفأ نُورُكَ لَهَبِي.

وفي المسند عن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مرفوعًا: «لا يَبْقى بَرٌ ولا فاجِرٌ إلا دَخَلها فتكونُ على المؤمنِ بَرْدًا وَسَلامًا كَمَا كانَتْ على إبراهيم، حَتَّى إن لِلنَّارِ ضَجِيجًا مِن بَرْدِهِم، هذَا مِيرَاثٌ وَرِثَه المحبون مِن حَالِ أبِيهم إبراهيم عليه السلام» .

ومَن سلك على درجة إحسان إلى أن يموت عليها وَصِلَ بعدَ الموتِ إلى الله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} . وفي الحديث الصحيح: ((إذَا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ نادَى: يا أهل الجنةِ إن لكم عند الله مَوعدًا يُريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ.

فيقولون ما هو: ألم يبيض وجوهنا؟ ألم يثقل موازيننا؟) . فوالله ما أعطاهُم الله شيئًا أَحَبَّ إليهم ولا أقرّ لأعينهم من النظر إليه)) ، وهو الزيادةُ ثم تلا: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .

كُلُّ أهلِ الجنةِ يَشْتَرِكُونَ في الرُّوَايةِ ولكن يَتَفَاوتُون في القُربِ في حال الرؤيةِ. عُمُومُ أهلِ الجنةِ يَرَوْنَ رَبَّهم يومَ المزيدِ وهو يوم الجمعة، وخواصُهم يَنْظُرونَ إلى وجه الله في كُلَّ يَوْمٍ مَرتَين بكرةً وعَشِيًا. العارفونَ لا يُسَلِّيهِم عن مَحْبُوبِهم قَصْرٌ ولا يُرْويهمِ دونَه نَهْرٌ.

شِعْرًا:

وَيَرونَهُ سُبحانَهُ مِن فَوقِهم ... نَظَر العِيانِ كَمَا يُرَى القَمَرانِ

هذا تَواتَر عن رسولِ اللهِ لم ... يُنْكِرهُ إلا فَاسِدُ الإيمانِ

وأتى به القُرآنُ تَصْرِيحًا وَتَعْـ ... ـريضًا هُمَا بِسِياقِهِ نَوْعانِ

وَهِيَ الزيادةُ قَدْ أَتَتْ في يُونُسٍ ... تَفْسِيرَ مَنْ قَدْ جاءَ بالقرآن

وهو المزِيدُ كذاكَ فَسِّرِهُ أبو ... بَكرٍ هو الصديقُ ذُو الإيمان

<<  <  ج: ص:  >  >>