للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: يَا بَنِي إسرائيل، اجعلوا بيوتكم كمنازل الأضياف فما لكم فِي العَالِم من منزل إن أنتم إِلا عابري سبيل.

وَقَالَ: يَا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبَنِي فوق موج البحر دارًا. قَالُوا: يَا روح الله من يقدر على ذَلِكَ؟ قَالَ: إِيَّاكُمْ والدُّنْيَا فلا تتخذوها قَرَارًا.

وَقَالَ: حلاوة الدُّنْيَا مرارة الآخِرَة، ومرارة الدُّنْيَا، حلاوة الآخِرَة.

وَقَالَ: يَا بَنِي إسرائيل تهاونوا بالدُّنْيَا تهن عليكم، وأهينوا الدُّنْيَا تكرم عليكم الآخِرَة، ولا تكرموا الدُّنْيَا تهن عليكم الآخِرَة، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بأَهْل للكرامة، وكل يوم تدعوا إلى الفتنة والخسارة.

قَالُوا: وَقَدْ تواتر عن السَّلَف أن حب الدُّنْيَا رأس الخطايا، وأصلها وقيل: إن عيسى بن مريم عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: رأس الخطيئة حب الدُّنْيَا، والنساء حبالة الشيطان، والخمر جماع كُلّ شر.

شِعْرًا: ... النَّارُ آخِرُ دِينَارِ نَطَقْتَ بِهِ ... وَالْهَمُّ آخِرُ هَذَا الدَّرهِمُ ْالْجَارِي

وَالْمَرْءُ بَيْنَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ وَرِعًا ... مُعَذبُ الْقَلْبِ بَيْنَ الْهَمِّ وَالنَّارِ

شِعْرًا: قَالَ الإمام الشَّافِعِي رَحِمَهُ اللهُ:

خَبَتْ نَارُ نَفْسِي بِاشْتِعَالِ مَفَارِقِي ... وَأَظْلَِمَ لَيْلِي إِذَا أَضَاءَ شِهَابُهَا

أَيَا بُومَةً قَدْ عَشَّشَتْ فَوْقَ هَامَتِي ... عَلَى الرَّغْمِ مِنِّي حِينَ طَارَ غُرَابُهَا

رَأَيْتِ خَرَابَ الْعُمْرِ مِنِّي فَزُرْتَنِي ... وَمَأْوَاكِ مِنْ كُلِّ الدِّيَارِ خَرَابُهَا

أَأَنْعَم عَيْشًا بَعْدَ مَا حَلَّ عَارِضِي ... طَلائِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْنِي خِضَابُهَا

إِذَا اصْفَرَ لَوْنُ الْمَرْءِ وَابْيَضَّ شَعْرُهُ ... تَنَغَّصَ مِنْ أَيَّامِهِ مُسْتَطَابُهَا

وَعِزَةُ عُمَرِ الْمَرْءِ قَبْلَ مَشِيبِهِ ... وَقَدْ فَنِيتَ نَفْسٌ تَوَلَّى شَبَابُهَا

فَدَعْ عَنْكَ سَوْآتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ... حَرَامٌ عَلَى نَفْسِ التَّقِي ارْتِكَابُهَا

وَأَدِّ زَكَاةَ الْجَاهِ وَاعْلَمْ بِأَنَّهَا ... كَمِثْلِ زَكَاةِ الْمَالِ تَمَّ نِصَابُهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>