وعن أَنَس بن مالك أن فاطمة عَلَيْهَا السَّلام جاءت بكسرة خبز إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: «ما هَذِهِ الكسرة يَا فاطمة "؟ قَالَتْ: قرص خبزته فلم تطب نفسي حَتَّى أتيك بهذه الكسرة، فقَالَ:«أما إنه أول طعام دخل فم أبيك مُنْذُ ثلاثة أيام.
وروى مُسْلِم عَنْ النعمان قال: ذكر عمر ما أصاب النَّاس من الدُّنْيَا، فقَالَ: لَقَدْ رَأَيْت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظِلّ يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إن كَانَ ليمر بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأهلة ما يسرج فِي بيت أحد مِنْهُمْ سراج ولا يوقَدْ فيه نار إن وجدوا زيتًا ادهنوا به وإن وجدوًا ودكًا أكلوه. رَوَاهُ أبو يعلى ورواته ثقاة.
وعن عَبْد اللهِ بن مسعود قَالَ: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فقام وقَدْ أثر فِي جنبه، قلنا: يَا رَسُولَ اللهِ لو اتخذنا لَكَ وطاء. فقَالَ: «ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظِلّ تحت شجرة ثُمَّ راح وتركها» . رَوَاهُ ابن ماجة والترمذي وحسنه.
قَالَ عُمَر بن الْخَطَّاب: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ على حصير فجلست فإذا عَلَيْهِ إزاره ولَيْسَ عَلَيْهِ غيره وَإِذَا الحصير قَدْ أثر فِي جنبه. وإذا أَنَا بقبضة من شعير نَحْوَ الصاع وقرظ فِي ناحية الغرفة، وَإِذَا أهاب معلق (الاهاب: الجلد) فابتدرت عيناي.
فقَالَ: «ما يبكيك يَا ابن الخطاب "؟ فَقُلْتُ: يَا نبى الله وما لي لا أبكي وَهَذَا الحصير قَدْ أثر فِي جنبك وهذه خزانتك لا أرى إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر فِي الثمار والأنهار وأَنْتَ نبي الله وصفوته وهذه خزانتك.
قَالَ:«يا ابن الخطاب أما ترضى أن تَكُون لَنَا الآخِرَة ولهم الدُّنْيَا» . رَوَاهُ ابن ماجة بإسناد صحيح والحاكم وقَالَ: على شرط مُسْلِم.
روى مُسْلِم فِي صحيحه عَنْ عَائِشَة رضي الله عَنْهَا قَالَتْ: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فِي رفي من شَيْء يأكله إلا شطر شعير فِي رف لي فأكلت منه حَتَّى طال عليَّ فكلته ففنى.