للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصَيِّرْهَا لِنَفْسِكَ رَأَسَ مَالٍ ... وَصَيِّرْ بَعْدَهَا التَّقْوَى بِضَاعَةْ

تَحُزْرِ بِحِينِ تَغْنَى عَنْ بَخِيلٍ ... وَتَنْعَمُ بِالْجِنَانِ بَصَبْرِ سَاعَةْ

آخر: ... عَزِيزُ النَّفْسِ مَنْ رُزِقَ الْقَنَاعَة ... وَلَمْ يَكْشِفْ لِمَخْلُوقٍ قِنَاعَهْ

وَقَدْ عَلِمُوا بِأَنِّي حِينَ شَدُّوا ... عُرَى الأَطْمَاعِ فَارَقْتُ الْجَمَاعَهْ

إِذَا مَا فَاقَةٌ قرنت بِعِزٍّ ... وَكَانَتْ فِي التبذل لي ضراعَهْ

نَفَضْتُ يَدَيَّ عَنْ طَمْعِي وَحِرْصِي ... وَقُلْتُ لِفَاقَتِي سَمْعًا وَطَاعَهْ

آخر: ... أَلا إِنَّ رِزْقَ الله لَيْسَ يَفُوتُ ... فَلا تُرَعَنْ إِنَّ الْقَلِيلَ يَفُوتُ

رَضِيتُ بِقَسِم اللهِ حَظًّا لأَنَّهُ ... تَكَفَّلَ رِزْقِي مِنْ لَهُ الْمَلَكُوتُ

سَأَقْنَعُ بِالْمَالِ الْقَلِيلِ لأَنَّنِي ... رَأَيْتُ أَخَا الْمَالِ الْكَثِيرِ يَمُوتُ

آخر: ... أَبَا مَالِكٍ لا تَسْأَل النَّاسَ وَالْتَمِسْ ... بَكَفيكَ فَضْل اللهِ وَاللهُ مُوسعُ

وَلَوْ سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأوَشَكُوا ... إِذَا قِيْل هَاتُوا أَنْ يَمِلُّوا وَيَمْنَعُوا

آخر: ... لا تَقُولَنَّ إِذَا مَا لَمْ تَرُدْ ... أَنْ تَتِمّ الْوَعِدُ فِي شَيْء نَعَمْ

حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لا ... وَقَبِيحُ قَوْلٌ لا بَعْدَ نَعَمْ

إِنَّ لا بَعْدَ نَعَمْ فَاحِشَةٌ ... فَبِلا فَابْدَأ إِذَا خِفْتَ النَّدَمْ

وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ فَاصْبِرْ لَهَا ... بِنَجَاحِ الْوَعْدِ إِنَّ الْخُلْفَ ذَمْ

قَنُوعُ النَّفْسِ يَعْقُبهُ رَوَاح ... وَحِرْصُ النَّفْسِ لِلذُّلِّ الْهَوَانِ

وَلَيْسَ بِزَائِدٍ فِي الرِّزْقِ حِرْصٌ ... وَلَيْسَ بِنَاقِصٍ مَعَهُ التَّوَانِ

إِذَا الرَّحْمَنُ سَبَّبَ رِزْقُ عَبْدٍ ... أَتَاهُ فِي التَّنَائِي وَالتَّدَانِ

أما الفقير الَّذِي يزين لَهُ الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء ما فِي أيدي النَّاس، فيفسد عَلَيْهِ قَلْبهُ بالوساوس الضارة، والأماني الكاذبة، والأحلام الباطلة، فيحسد النَّاس على ما أتاهم الله من فضله، مبعدًا عَنْ الصبر على الحالة المرضية لا يبالي بأي وسيلة يتمسك بها من الوسائل المحرمة، فِي الوصول إِلَى لذة محرمة لا تغني عَنْهُ شَيْئًا ولا تسد فقره فهو من

<<  <  ج: ص:  >  >>