وقَالَ معاذ بن جبل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إن المُؤْمِن لا يسكن روعه، حَتَّى يترك جسر جهنم وراءه. هَذِهِ نماذج من مخاوف السَّلَف، وَنَحْنُ أجدر بالخوف مِنْهُمْ، لكن لَيْسَ بكثرة الذُّنُوب بل بصفاء الْقُلُوب وكمال المعرفة.
وإلا فلَيْسَ أمننا وعدم خشوعنا لقلة ذنوبنا، وكثرة طاعاتنا، بل قادتنا شهواتنا وغلبت عَلَيْنَا شقوتنا وإنهما كنا فِي الدُّنْيَا وزينتها وصدتنا عَنْ ملاحظة أحوالنا غفلتنا وقسوتنا فلا بقرب الرحيل ننتبه، ولا بكثرة الذُّنُوب تتحرك، ولا بمشاهدة أحوال الخائفين تخوفنا ولا بخطر الخاتمة انزعجنا، فنسأل الله أن يتداركنا بلطفه وإحسانه وأن يجود عَلَيْنَا بفضله ورحمته إنه على كُلّ شَيْء قدير.
شِعْرًا: ... فَوَحَقِّ مَنْ سَمَّكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ ... وَالأَرْضَ صَيَّرَ لِلْعِبَادِ مِهَادَا
إِن الْمُطرَّ على الذُّنُوبِ لَهَالِكٌ ... صَدَّقْتَ قَوْلِي أَوْ أَرَدْتَ عِنَادَا
شِعْرًا: ... أَجَلُّ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِي ... حَقِيرٌ وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي عَظَائِمَا
وَمَا زِلْتَ غَفَّارًا وَمَا زِلْتَ رَاحِمَا ... وَمَا زِلْتَ سَتَّارًا عَلَى الْجَرَائِمَا
لَئِنْ كُنْتُ قَدْ تَابَعْتُ جَهْلِي فِي الْهَوَى ... وَقَضَيْتُ أَوْطَارَ الْبَطَالَةِ هَائِمَا
فَهَا أَنَا قَدْ أَقْرَرْتُ يَا رَبُّ بِالَّذِي ... جَنَيْتُ وَقَدْ أَصْبَحْتُ حَيْرَانَ نَادِمَا
آخر: ... أَتَذْهَلُ بَعْدَ إِنْذَارِ الْمَنَايَا ... وَقَبْلَ النَّزْعِ أَنْبَضَتِ الْحَنَايَا؟
رُوَيْدَكَ لا يَغُرُّكَ كَيْدُ دُنْيَا ... هِيَ الْمِرْنَانُ مُصْمِيَةُ الرَّمَايَا
أَتَرْجُو الْخُلْدَ فِي دَارِ التَّفَانِي ... وَأَمْنَ السِّرْبِ فِي خُطَطِ الْبَلايَا؟
وَتُغْلِقُ دُونَ رَيْبِ الدَّهْرِ بَابَا ... كَأَنَّكَ آمِنٌ قَرْعَ الرَّزَايَا
وَأَنَّ الْمَوْتَ لازَمَةٌ قِرَاهُ ... لُزُومَ الْعَهْدِ أَعْنَاقَ الْبَرَايَا
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ غَاز ... لَهُ الْمِرْبَاعُ مِنَّا وَالصَّفَايَا
اللَّهُمَّ وَفَّقَنَا لصالح الأَعْمَال وآتنا فِي الدُّنْيَا حسُنَّة وَفِي الآخِرَة حسنة وقنا عذاب النار وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ نجنا بِرَحْمَتِكَ من النار وعافنا من دار الخزي والبوار وأدخلنا بِفَضْلِكَ الْجَنَّة دار الْقَرَار وعاملنا بكرمك وجودك يَا كريم يَا غفار