للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٦٤ - مِنْ جِهَةِ التَّقْرِيبِ لِلتَّفْهِيمِ … وَالْقَصْدِ لِلتَّأْدِيبِ وَالتَّعْلِيمِ

٢٢٦٥ - وَذَا لَهُ قَوَاعِدٌ أَصْلِيَّهْ … فِي طَيِّهَا فَوَائِدٌ فَرْعِيَّهْ

٢٢٦٦ - وَهَا أَنَا أُورِدُ مِنْهَا أَمْثِلَهْ … تُوضِحُ مِمَّا نُصَّ فِيهِ مُجْمَلَهْ

٢٢٦٧ - مِنْ ذَلِكَ الإِنْذَارُ لِلْعَبِيدِ … مِنْ قَبْلِ أَخْذِ وَقْعِهِ الشَّدِيدِ

٢٢٦٨ - وَمِنْهُ الإِبْلَاغُ وَالإِسْتِقْصَاءُ … فِي إِقَامَةِ الْحُجَّةِ لِلْمُكَلَّفِ

معاملته - تعالى - لهم بالرفق والحسنى.

وذلك أمر بين "من جهة" جعله قرءانا عربيا يدخل تحت نيل أفهام، مع كونه المنزه القديم، وذلك لأجل "التقريب".

يعني تقريب معاني القرآن "لـ" حال "التفهيم" والإدراك لها، "و" من جهة "القصد" الإلاهي به "للتأديب والتعليم" للمخاطبين به قبل النظر إلى ما حواه من المعارف والخيرات.

وهذا نظر خارج عما تضمنه القرآن من العلوم، وتتبين صحة الأصل المذكور في كتاب الاجتهاد، وهو أصل التخلق بصفات الله والاقتداء بأفعاله. "وذا" الأصل الذي احتوى عليه هذا القسم تسند "له قواعد أصلية" عامة "في طيها" وتحت مقتضاها تنطوي "فوائد فرعية" فقهية، ومحاسن أدبية. "وها أنا" أذكر و"أورد منها أمثلة" يستعان بها على فهم المراد. و"توضح" أي تبين "مما نص فيه" أي ورد فيه النص القرآني، وهذه الأمثلة تورد في هذا النظم "مجملة" غير مفصلة فيه "من ذلك" الذي يعد من هذه الأمثلة تقديم "الإنذار" والتخويف منه - سبحانه - "للعبيد من قبل أخذ" العذاب و"وقعه الشديد" لهم، وفي ذلك قال - سبحانه -: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسرَاء: ١٥] فجرت عادته - سبحانه - في خلقه أنه لا يؤاخذ بالمخالفة إلا بعد إرسال الرسل، فإذا قامت الحجة عليهم {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: ٢٩] ولكل جزاء مثله.

"ومنه " - أيضا - "الإبلاغ" والإيصال "والاستقصاء في إقامة الحجة" على ما هو خطاب شرعي "للمكلف" فإنه - تعالى - أنزل القرآن برهانا في نفسه على صحة ما فيه، وزاد على يدي رسوله - عليه الصلاة والسلام - من المعجزات ما في بعضه الكفاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>