للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٦٩ - وَالتَّرْكُ لِلَاخْذِ بِذَنْبٍ أَوَّلِ … وَعَدَمُ التَّعْجِيلِ لِلْمُسْتَعْجِلِ

٢٢٧٠ - كَذَا التَّأَنِّي فِيهِ وَالتَّثَبُّتُ … وَحَالُ الانْزَالِ لِذَاكَ مُثْبِتُ

٢٢٧١ - وَالْقَصْدُ لِلتَّحْسِينِ لِلْعِبَارَهْ … كَمِثْلِ مَا فِي مُوجِبِ الطَّهَارَهْ

٢٢٧٢ - وَغَيْرهُ وَمَا اقْتَضَى وُضُوحَا … فِي مَقْطَعِ الْحَقِّ أَتَى تَصْرِيحَا

" و" منه كذلك "الترك" منه - تعالى - "للاخذ" والتعذيب "بذنب" صدر من العبد من "أول" مرة. "و" كذلك "عدم التعجيل للمستعجل" المعاند، وتماديه على الإباية والجحود بعد وضوح البرهان و"كذا" منه - أيضا - المضي على مقتضى "التأني فيه" والتريث في الأمور، "و" الجري على "التثبت" والتبين فيها والأخذ بالاحتياط، وهو الأمر المعهود جريان الشرع عليه في حقنا "وحال الإنزال" للقرآن مفرقا وبالتدريج مقرر "لذاك" و"مثبت" له، فلقد نزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجومًا في عشرين سنة، حتى قال الكفار: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفُرقان: ٣٢] فقال الله: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [الفُرقان: ٣٢] وقال: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسرَاء: ١٠٦] وفي هذه المدة كان الإنذار يترادف، والصراط يستوي بالنسبة إلى كل وجهة وإلى كل محتاج إليه، وحين أبى من أبى من الدخول في الإسلام بعد عشر سنين أو أكثر بدأوا بالتغليظ بالدعاء، فشرع الجهاد لكن على التدريج أيضا، حكمة بالغة، وترتيبا يقتضيه العدل والإحسان حتى إذا كمل الدين، ودخل الناس فيه أفواجا، ولم يبق لقائل ما يقول قبض الله نبيه إليه وقد بانت الحجة، ووضحت المحجة، واشتد أس الدين، وقوي عضده بأنصار الله. فلله الحمد كثيرا على ذلك (١).

"و" منه "القصد للتحسين للعبارة" بالكناية ونحوها، في المواطن التي يحتاج فيها إلى ذكر ما يستحيى من ذكره في عادتنا، وذلك "كمثل ما" جاء "في موجب" وسبب "الطهارة" وهو قوله - تعالى - {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النِّسَاء: ٤٣] ومثله قوله - تعالى -: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} [المَائدة: ٧٥] "و" أما "غيره" أي غير ما يستحيى منه عادة "وما اقتضى" واستوجب حاله "وضوحا" وبيانا له فإنه "في مقطع الحق" أي مجرى بيانه على قطع "أتى" وورد معبرا باسمه "تصريحا" لا تلويحا، ولا كناية.


(١) الموافقات ٣/ ٢٨٢ - ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>