للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٧٦ - وَالْقَصْدُ لِلنِّدَاءِ دُونَ حَرْفِ … بِلَفْظِ رَبِّ الْمُقْتَضِي لِلْعَطْفِ

٢٢٧٧ - لِأَجْلِ مَا فِيهِ مِنْ اسْتِشْعَارِ … قُرْبِ الْمُنَادَى عَالِمِ الأَسْرَارِ

٢٢٧٨ - وَقَدْ مَضَى مِنْ قَبْلُ فِي شَأْنِ النِّدَا … وَالالْتِفَاتِ مَا يُوَفِّي الْمَقْصِدَا

٢٢٧٩ - وَقِسْمُهَا الأوَّلُ قِسْمُ الْعَمَلِ … وَقَصْدُهُ بِالذِّكْرِ قَصْدٌ أَوَّلِي

وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يُونس: ٨٨] وقوله - سبحانه -: {رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} [نُوح: ٢١] إلى قوله - سبحانه -: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نُوح: ٢٨] "وغيرها" ذلك من الأداب التي هي كلها "دليل" وحجة "هذا الباب" الذي هو أخذ الأحكام والآداب من مجرد التقرير القرآني لها الثابث بعدم رده لها، "و" من ذلك - أيضا - "القصد لـ" التعبير بـ"النداء" والدعاء الصادر من العباد لله رب العالمين "دون حرف" النداء، ثم ورود هذا النداء "بلفظ رب" نحو قوله - تعالى - {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} [البَقَرَة: ٢٨٦] وقوله - سبحانه -: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} [البَقَرَة: ١٢٧] وقوله - تعالى -: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي} [آل عِمرَان: ٣٥] وذلك لأن هذا اللفظ - الرب - هو اللفظ "المقتضى للعطف" أي الرحمة، والقيام بأمور العباد وإصلاحها، فكان العبد متعلقا بمن شأنه التربية والإحسان، قائلا يا من هو المصلح لشؤوننا على الإطلاق أتم لنا ذلك بكذا، وهو مقتضى ما يدعو به. وإنما أتى (اللهم) في مواضع قليلة، ولمعان اقتضتها الأحوال. وإما إسقاط لفظ النداء في دعاء العبد ربه - سبحانه - وتعالى - فإن ذلك حاصل "لأجل ما" انطوى "فيه من استشعار قرب المنادى" وهو الله - تعالى - "عالم الأسرار" والظواهر، ولما فيه من الإشارة إلى أنه - سبحانه - حاضر غير غافل.

"وقد مضى من قبل" في المسألة الخامسة في النوع الثاني من كتاب المقاصد "في شأن" نكت وفوائد اختلاف صيغ "النداء" والدعاء في القرآن "و" كذا في شأن "الالتفات" في الخطاب بالضمائر المختلفة "ما" من البيان والإيضاح لذلك "يوفى المقصدا" ويحصل المطلوب فيه.

"و" أما "قسمها" الثالث فإنه المقصود "الأول" في هذه العلوم، وهو الأهم منها لأنه "قسم" مدار محتواه على بيان شأن "العمل" التكليفي وما به قوامه، وحصوله، "و" بذلك "قصده بالذكر" بالمعرفة والإدراك "قصد أولي" لأن العلم الشرعي الغرض من تحصيله هو

<<  <  ج: ص:  >  >>