وأَوْعَد وَكَذَلِكَ رَعَدَ لي وأَرْعَد وَكَذَلِكَ بَرَقَت السَّمَاء تَبْرُق بَرْقَاً ورَعَدَت تَرْعُد رَعْدَاً وأَبْرَقتْ وأَرْعَدتْ، وَكَانَ الْأَصْمَعِي ينكرهما بِالْألف. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَقلت للأصمعي يَقُول الْكُمَيْت: أَبْرِقْ وأَرْعِدْ يَا يزِيد فَما وَعيدُكَ لي بِضائر فَقَالَ الكميتُ لَيْسَ بِحجَّة كَأَنَّهُ يَقُول هُوَ مُوَلَّد قلت لَهُ فَأخْبرنَا أَبُو زيد أَنه سَمعه من الْعَرَب الفُصحاء فأباه. قَالَ أَبُو حَاتِم: فجاءنا أَعْرَابِي من بني كلاب من أفْصح النَّاس كَأَنَّهُ مُسْتَوْحِش من النَّاس بَدَوِيٌّ وَهُوَ يَقُول: قُضيَ القَضاءُ وجَفَّتِ الأقْلامُ فَسَأَلته كَيفَ تَقول أَرْعَدت وأَبْرَقت فَقَالَ أَبُو زيد من قبل أَن يُجيب دَعوني أَسْأَله وأتوَلَّى السُّؤال فَأَنا أَرْفَقُ بِهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَقول فِي التَّهَدُّد إنَّك لَتُرْعِدُ لي وتُبْرِق. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَقَالَ الْأَصْمَعِي: انظُر إِلَى الشّعْر الْقَدِيم كَيفَ هُوَ ثمَّ أنشدنا لرجل من كِنانة شِعْراً عُلْوِياً: إِذا جاوَزَت مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ثَنِيَّةً فقُل لأبي قابوسَ مَا شِئتَ فارْعُدِ وَأنْشد ابْن السّكيت: فَإِذا حَلَلْتُ ودونَ بَيْتِيَ غاوةٌ فابرُقْ بأرْضِكَ مَا بَدا لَكَ وارْعُدِ وَيُقَال بَشَرْتُ الرجلَ بخيرٍ أَبْشِرهُ وأَبْشُره بَشْرَاً وأَبْشَرته وَالتَّشْدِيد جَائِز فِيهَا وَقد يكون التَّبْشير بالشَّرٍّ وَفِي التَّنْزِيل: (فبَشِّرْهُم بعَذابٍ أَلِيم) . وَلم يُقَل فِي الشَّرِّ أَبْشَر وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (ذَلِك الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ بهِ عِبادَه) . وَأنْشد الرياشي: وَقد غَدَوْتُ إِلَى الحانوتِ أَبْشُرُه بالرَّحْلِ تُحْنى على العَيْرانةِ الأُجُد أَرَادَ صَاحب الْحَانُوت الخَمَّار وَإِنَّمَا قيل البِشارة لِأَن الرجل إِذا سَمِعَ مَا يُحِب أَشْرَقتْ بَشَرَةُ وَجهه. وَقَالَ النحويون: بَشِرَ وأَبْشَرَ وبَشَّرْته وأَبْشَرْتُه وأَفْعَلت أَعلَى لقَولهم أَديمٌ مُبْشَر وأُراهُم عادلوا بِهِ وَيُقَال بَقَقْتَ تَبُقُّ بَقَّاً وأَبْقَقتَ: أَي كَثُر كلامُك والبّقَّاق: الْكثير الْكَلَام. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بَقَّتْ كَلاماً وبَقَّتْ وَلَدَاً كَقَوْلِك نَثَرَتْ وَلَدَاً ونَثَرَتْ كلَاما وبَقَّتِ السَّمَاء وأبَقَّت: كثُر مطرُها وتتابَع بَلَّ الرجلُ من مَرَضه يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ: أَي بَرَأَ، وَأنْشد ابْن السّكيت: إِذا بلَّ من داءٍ ظَنَّ أنَّهُ نَجا وَبِه الدَّاءُ الَّذِي هوَ قاتِلُهْ وَأنْشد أَيْضا: صَمَحْمَحَة لَا تَشْتَكي الدَّهْرَ راسَها ولوْ نَكَزَتها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وَيُقَال بَكَرَ فِي حاجتِه يَبْكُر بُكوراً وأَبْكَر وَيُقَال بَتَّ عَلَيْهِ الحكمَ يَبُتُّه بَتَّاً وأبَتَّهُ: أَي قَطَعَه يُقَال سَكْرَان مَا يَبُتُّ وَمَا يَبِتُّ كلَاما: أَي مَا يَقْطَعهُ باعَ الرجلُ مَتاعَه بَيْعَاً وَأَبَاعه بِمَعْنى. قَالَ النحويون: أَباعَه: عرَّضَه للْبيع والمَعْنَيان متقارِبان وَأنْشد ابْن السّكيت: فَرَضيتُ آلاءَ الكُمَيْتِ فَمَنْ يُبِع فَرَسَاً فَلَيْسَ جَوادُنا بمُباع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute