أخٌ قدْ طَوَىَ كَشْحَاً وأَبَّ لِيَذْهَبا وَقَالَ العجاج: كَشْحَاً طَوَىَ مِن بَلَد مُخْتَارًا وَالْمعْنَى تُفاوِض من أعرضتُ عَنهُ وتُعرِض عَمَّن أقلبتُ عَلَيْهِ وَتَقْدِير الْإِعْرَاب تُفاوِض من أَطْوِي الكَشْحَ لِأَن وَصْلَه بِالْمَصْدَرِ يدُلُّ على تَعَدِّيه إِلَيْهِ من حَيْثُ كَانَ كل وَاحِد من الْفِعْل والمصدر يقوم مقَام الآخر وَقَوله طَوَىَ فِي مَوضِع نصب بأَطْوي وَهُوَ مصدر وَكَانَ حقُّه طَيَّاً أَلا ترى أَن طَوىً مصدر طَوِيَ الَّتِي لَا تتعدى فطَوِيتُ طَوىً بِمَنْزِلَة غَرِثْت غَرَثَاً إِلَّا أَنه لما احْتَاجَ إِلَى تحريكها للضَّرُورَة فكَّ الْإِدْغَام فصَحَّت الْوَاو كَقَوْلِه رَكَكٌ وكما أنْشد أَبُو زيد كُمَيْتٌ كِنازٌ لَحْمُها رَمَلِيَّة ثمَّ أضَاف الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول هَكَذَا حفظي عَن أنشاد أبي الْحسن وَلَو أنْشدهُ مُنْشِد من أَطْوِي طَوى الكَشْح دونَه على أَن يُعَدَّى أَطْوِي كَأَنَّهُ مَن أَطْوِي الكَشْحَ دونَه طَيَّاً فَنَصَب الكَشْحَ وَحذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين كَانَ وَجها والطَّوى وَالْجمع الأطْواء: أثْنَاء فِي أَذْنَاب الجَراد والدَّبْر وَمَا أشبه ذَلِك، وطُوىً: جبل بِالشَّام وذُو طُوىً: وَاد بِمَكَّة مَقْصُور أَيْضا وَكَانَ فِي كتاب أبي زيد ممدوداً وَالْمَعْرُوف فِيهِ الْقصر، والطَّوَاء مَمْدُود: أَن يَنْطَوي ثَدْيَا الْمَرْأَة فَلَا يَكْسِرهما الحَبَل وَأنْشد: لَهَا كَبِدٌ صَفْرَاءُ ذَاْتُ أَسِرَّةٍ وثَدْيانِ لم يَكْسِر طَواءَهما الحَبَلْ أَرَادَ بَطنهَا أَنَّهَا تُصَفِّرُه بالطيب وَقيل أصل الطَّوا الْقصر فمَدَّه اضطراراً وَذُو طَواءٍ: وادٍ فِي طَرِيق الطَّائِف مَمْدُود أَيْضا والدَّوى مَقْصُور: جمع دَواة والدَّوى أَيْضا: الداءُ يكْتب بِالْيَاءِ، قَالَ: باضَ النَّعامُ بِهِ فنَفَّر أَهْلَهُ إلَاّ المُقيمَ على الدَّوى المُتَأَفِّن والدَّوى: الْهَالِك والدَّوى أَيْضا المَرَض والمَريضُ، يُقَال دَوِيَ دَوَىً فَهُوَ دَوىً ودَوٍ وَامْرَأَة دَوِيَة. قَالَ: يُغْضي كإغضاءِ الدَّوى الزَّمينِ يَرُدُّ حَسْرَى حَدَقِ العُيون والدَّوى أَيْضا: الرجل الأحمق، قَالَ الشَّاعِر: وَقَدْ أَقُودُ بالدَّوى المُزَمَّل قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو زيد وَالْجمع أَدْوَاء والدَّوى: اللَّازِم مكانَه لَا يَبْرَح. قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما قَوْله: كَمَا كَتَمَتْ داءَ ابْنها أمُّ مُدَّوِي فَيحْتَمل ثَلَاثَة أضْرب أَحدهَا أَن مُدَّوٍ مُفْتَعِل من الدُّواية. قَالَ الْأَصْمَعِي: الدُّوايةُ: القِشْرة الَّتِي تَرْكَب اللبَنَ والقِدْر فَيجوز أَن يكون أَخَذَه من قَول الْمَرْأَة الَّتِي قَالَ لَهَا ابْنهَا أَأَدَّوي: أَي أآكُلُ الدُّواية، فَقَالَت لَهُ اللِّجامُ فِي مَوضِع كَذَا وكتمت قَول ابْنهَا وأخْفَتْه عَمَّن كَانَ يَخْطُب إِلَيْهَا، وَيجوز أَن يكون مُدَّوٍ مُفْتَعِلاً من الدَّاء، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: دِئْتَ تَداءُ دَاء وأَنْتَ داءٍ فأبدل الْهمزَة كَمَا أبدلها الآخر فِي قَوْله: يُشَجِّجُ رَأْسَهُ بالفِهْزِواج وَهُوَ من وَجَأْت وبناه على مُفْتَعِل كَمَا قَالَ الآخر:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute