وَأنْشد الْأَصْمَعِي: حَيْثُ تَحَجَّي مُطْرِقٌ بالفالق وروى مُحَمَّد بن السَّرِيِّ: تَخَجِّي: أَقَامَ فكأنَّ الحِجا مصدر كالشِّبَع وَمن هَذَا الْبَاب: الحُجَيَّا: للُّغْز لتَمَكُّث الَّذِي تُلْقى عَلَيْهِ حَتَّى يستخرجها. قَالَ أَبُو زيد: حُجْ حُجَيَّال والحُجَيَّا مُصَغَّرة كالثُّرَيَّا والحُدَيَّا ويُشْبِه أَن يكون مَا حَكَاهُ أَبُو زيد من قَوْلهم حُجْ حُجَيَّاك على الْقلب تَقْدِيره قُعْ وَحذف اللَّام المقلوبة إِلَى مَوضِع الْعين وَهَذَا يدل على أَن الْكَلِمَة لامها وَاو. قَالَ ابْن السّكيت: فلَان لَا يَحْجُو سِرَّاً: أَي لَا يَكْتُمهُ والراعي لَا يَحْجُو غَنَمَه: أَي لَا يُمْسِكها والسِّقاء لَا يَحْجُو الماءَ: أَي لَا يُمْسِكه وَإِنَّمَا أوردت هَذَا كُله تَقْوِيةً لقَوْل الْفَارِسِي أَن أصل الحِجا التَّمَسُّك والاحتباس وَأَن ألف الحجا منقلبة عَن وَاو والحِجا أَيْضا: السِّتْر وَبِذَلِك سُمي الْعقل حَجاً وكلُّ هَذِه الْأَقَاوِيل مُتَقَارِبَة فَأَما من اخْتَار كِتاب الحِجا بِالْيَاءِ فللكسرة وَهُوَ مَذْهَب الْعَامَّة وَالْجُمْهُور والحِجا: المَلْجَأ وَهُوَ مِنْهُ وَالْمَعْرُوف الحَجا بِالْفَتْح والحِجاء مَمْدُود: الزَّمْزَمَة. قَالَ: زَمْزَمَةَ المَجُوس فِي حِجائها والحِظا مَقْصُور جمع حِظْوَة وحُظْوة وحِظَة وَهِي: الْمنزلَة وَالْجمع حِظون من بَاب ثُبَة وقُلَة والحِظاء مَمْدُود جمع حَظْوَة وَهِي: سَهْم صَغِير قَدْرُ ذِرَاع يَلْعَب بِهِ الصِّبيان وكلُّ غصنٍ من شَجَرَة فَهُوَ حَظْوَة وَجَمعهَا حِظاء. قَالَ أَوْس بن حجر يصف قوساً وَأَن قوَّساً رَسَمَها وتَعَلَّمها فِي شجرتها: تَعَلَّمها فِي غِيلِها وَهِي حَظْوَةٌ بوادٍ بِهِ بانٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ والحِسا مَقْصُور جمع حِسْيٍ وَهُوَ من المَاء: قَدْرُ قِعْدة الرجل حَكَاهُ الْفَارِسِي عَن أَحْمد بن يحيى ونظيرها مِعْيٌ ومِعىً وإنْيٌ من اللَّيْل وإنىً وَحكى الكراع جِزْيٌ وجِزَىً للجِزْية وإلْيٌ وَاحِد آلَاء الله وَإِلَى وَلَا خَامِس لَهَا، والحِسا: مَوضِع، قَالَ: وجِزْعُ الحِسا مِنْهُمْ إِذا قلَّ مَا يَخْلُو والحِساء جمع حِسْي مَمْدُود وحِوَى الحَيَّة: انطواؤُها واستدارتُها وَكَذَلِكَ ثِنا الحيَّة وطِواها ولِواها: انطواؤها وَكلهَا مَقْصُور وَسَتَأْتِي فِي موَاضعهَا. والحِواء مَمْدُود: جماعات بيُوت النَّاس وَالْجمع أَحْوِيَة والحِبا مَقْصُور جمع حِبْوَة والحُبا جمع حُبْوة وهما مَعْقِد الْإِزَار والحِبا: مَا احْتَبَيْت بِهِ والحِباء مَمْدُود: العَطاء بِلَا مَنٍّ قَالَ الْحَرْث بن حِلِزَّة: فَوَلَدْنا عَمْرَو بنَ أُمِّ أُناسٍ مِن قَريبٍ لمَّا أَتَانَا الحِباءُ وهمزته منقلبة عَن وَاو لقَولهم حَبَوْته والهِرْدَى مَقْصُور: نَبْت والهِرْداء مَمْدُود: ضرب من النَّبْت وَهُوَ غير الْمَقْصُور والغِنى: الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ مَقْصُور. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: غَنِيَ غِنىً كَمَا قَالُوا كَبِرَ كِبَراً والغِنى: ضدُّ الفَقْر مَقْصُور أَيْضا فَأَما إنشاد الْكُوفِيّين: سَيُغْنيني الَّذِي أَغْنَاكَ عنِّي فَلَا فَقْرٌ يَدْوُمُ وَلَا غِناءُ فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه لما اضْطُرَّ الشاعرُ بناه على فِعال وَالْقَوْل الآخر وَهُوَ قَول أبي إِسْحَاق أَن الرِّوَايَة: فَلَا فَقْرٌ يَدْوُم وَلَا غَناءُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute