للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَهِيَ صَدْيَا وصادِيَة وسَعْيَا: اسْم بلد. قَالَ الْفَارِسِي: وَهُوَ شَاذ، قَالَ ابْن جني: شُذوذه من قِيَاس نَظَائِره وَقِيَاسه سَعْوَى وَذَلِكَ أَن فَعْلَى إِذا كَانَت اسْما مِمَّا لامه يَاء فَإِن ياءه تُقلب واواً للْفرق بَين الِاسْم وَالصّفة وَذَلِكَ نَحْو الشَّرْوَى والتَّقْوى فسَعْيا إِذا شَاذَّة فِي خُرُوجهَا عَن الأَصْل كَمَا شذَّتْ القُصْوى وحُزْوى وَقَوْلهمْ خذِ الحُلْوى وأعْطِه المُرَّى على أَنه يجوز أَن يكون سَعْيَا فَعْلَلاً من سَعَيْت إِلَّا أَنه لم يَصْرِفهُ لِأَنَّهُ علَّقَه على الْموضع عَلَمَاً مؤنثاً وَلَا يجوز أَن تكون فَعْيَلاً لِأَنَّهُ مِثَال غير مَوْجُود فَأَما ضَهْيَدٌ اسْم مَوضِع فشاذ وَلم يَحْكِه صَاحب الْكتاب. قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون فِي الأَصْل صِفَةً كخَزْيا وصَدْيا إِلَّا أَنَّهَا غَلَبَتْ فَبَقِيَت بعد عَلَمِيَّتِها على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي حَال جنسيتها كَمَا أَنَّك لَو سَمَّيْت بخَزْيَا لأقررت بعد التَّسْمِيَة لامها ياءاً وسَعْيَا لغةٌ فِي شَعْيَا وَقد تقدم. وسَلْوَى: العَسَل، والسَّلْوى: كل مَا سَلَّى والسَّيْلى العَطْشَى والسَّيْلَى الرِّيَّا: مَا آن يُقَال لأَحَدهمَا السَّيْلى العَطْشَى وَللْآخر السَّيْلَى الرَّيَّا وجَمَعَها الأخطل على السَّيالى فَقَالَ: عَفا مِمَّنْ عَهِدْتُ بِهِ خَفيرُ فأجْبالُ السَّيالَى فالعَوِيرُ وسَلْمَى: أَحَدُ جَبَلَيْ طَيِيِّء وسَلْمَى: اسْم امْرَأَة وامرأةٌ سَهْوَى تَأْنِيث رجل سَهْوَان من السَّهْو وَإِنَّمَا ذكرتها هُنَا وَإِن كَانَ قِيَاسا مُطَّرِداً لقلَّة جَرْيِه وطَغْيَا: اسْم بَقَرَة الوَحْش، قَالَ: وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ النَّاشِط وروى ابْن جني هَذَا الْبَيْت: وإلَاّ النَّعامَ وحَفَّانَه وطَغْيَا مِنَ اللَّهَقِ النَّاشِط وَقَالَ: رَوَاهُ الْأَصْمَعِي طَغْيَا: أَي نَبْذَاً مِنْهُ. قَالَ: وروى أَبُو عَمْرو وَأَبُو عبد الله طَغْيَاً: أَي صَوْتَاً. طَغَتْ تَطْغَى: إِذا صاحت يكون للنَّاس وَالدَّوَاب، سَمِعْتُ طَغْيَاً من فلَان: أَي صَوْتَاً. قَالَ: وَاعْلَم أَن فِي طَغْيَا هَذِه إِذا كَانَت فَعْلَى نظرا وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تَخْلُو أَن تكون اسْما أَو صفة أَلا ترى أَن الْأَصْمَعِي فَسَّرَها فَقَالَ نَبْذَاً مِنْهُ وَهُوَ اسمٌ لَا محَالة وَإِذا كَانَت اسْما فقياسها طَغْوَى كَمَا قَالُوا فِي مصدر طَغَىَ طَغْوَى كالعَدْوَى والدَّعْوى وَذَلِكَ أَن فَعْلَى إِذا كَانَت اسْما وَكَانَت لامها يَاء فَإِنَّهَا مِمَّا تُقلَب واواً نَحْو الشَّرْوى والتَّقْوى فَمِنْ هُنَا أَشْكَلَتْ طَغْيَا وَوجه جَوَازهَا أَن تكون خَرَجَتْ على أَصْلهَا كخروج القُصْوى على أَصْلهَا وَيجوز وَجه آخر وَهُوَ أَن تكون مَقْصُورَة من طَغْيَاء كَمَا أَن قَوْلهم مَسُولَى مَقْصُور وَوجه آخر عَن مَسُولاء فَعُولاء كبَرُوكاء أَلا ترى أَن صَاحب الْكتاب قد حَظَرَ فَعُولى مَقْصُورَة وَوجه آخر عِنْدِي وَهُوَ أَن يكون فَعْلَلاً من طَغَيْت وقلب اللَّام الثَّانِيَة أَلِفَاً لوقوعها طرفا فِي مَوضِع حَرَكَة مَفْتُوحًا مَا قبلهَا إِلَّا أَنه لم يصرفهُ لِأَنَّهُ جعل ذَلِك علما للقِطْعَة والفِرْقة فَاجْتمع التَّعْرِيف والتأنيث وَنَظِيره: عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا

<<  <  ج: ص:  >  >>