للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

انقلابُها عَن الْوَاو لِأَن فِيهَا اتِّساعاً لَيْسَ فِي غَيرهَا من الكُسَى كأنَه من المَلَا - وَهُوَ مَا اتَّسَع من الأَرْض والمُلَاوة - الوقتُ الممتَدُّ من الدهْر والمَلَوانِ - الليلُ والنهارُ وَيُقَال أَخذه المُلَاءُ والمُلَاءةُ - وَهُوَ الزُّكام

(فَعَّال) العَزَّاء - الشِّدَّة وَمِنْه قيل تَعزَّزَ لحمُه - اشتدّ وَمِنْه الأَرْض العَزِّاء - وَهِي الصُّلْبة والعَزَّاء - شِدَّة الْعَيْش وغِلَظه والحَذَّاء - الَّذِي يَحْذُو النِّعالَ والهَفَّاء واحدتها هَفَّاءة نحوُ الرِّهْمة - وَهُوَ المطَر اللَّيِّن وَقيل هُوَ الأفَّاء والأفَّاءة والقَضَّاء من الْإِبِل - مَا بَين الثلاثِينَ إِلَى الأربعينَ وَإِنَّمَا قيل لَهَا قَضَّاءٌ لِأَنَّهَا قد صَارَت مِقْدَار مَا يقضِي الحقوقَ عَن صَاحبهَا والقَضَّاء أَيْضا من النَّاس - الجِلَّة وَإِن كَانَ لَا حسَبَ لَهُم بعد أَن يَكُونُوا جِلَّة فِي أبْدانٍ وأسْنانٍ واشتقاقه مِمَّا ذكرنَا لِأَن ذَوِي الأسنانِ والأبْدان تشهد بهم المَحافِلُ فيَفُون بِمَا يَفِي بِهِ ذُوو الأحساب فكأنَّهم فِي حكمهم مثلُ هَؤُلَاءِ وَلِهَذَا الِاشْتِقَاق جعلنَا القَضَّاء من الْإِبِل فِي بَاب فَعَّالٍ وَجَعَلنَا القَضَّاء من الدُّروع فِي بَاب فَعْلأَ والكَلَاّءُ مُرْفَأُ السُّفُن وَهُوَ مُكَلأَّ السفُن أَيْضا وَالْجمع مُكَّلَاّت وَرجل كَلَاّثِيٌّ وكَلَاّوِيٌّ وكَلاِّء عِنْد سبيويه فَعَّال لِأَنَّهُ يَكْلأ السفُن من الرّيح وَعند أَحْمد بن يحيى فَعْلاء لِأَن الرّيح تكِلُّ فِيهِ عَن السُّفن وكلا الْقَوْلَيْنِ صَحِيح وَالْأول أسبقُ والجَلَاّء - مثل الجُلَّى قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة:

(كميشُ الْإِزَار خارجٌ نصفُ ساقِه ... صبورٌ على الجَلَاّسِ طَلَاّعُ أنْجُد)

وَإِنَّمَا قيل لَهُ جَلَاّء لِأَنَّهُ يجَلِّي من نزل بِهِ فَهُوَ فِي الأَصْل صفة ثمَّ جعل اسْما فَأَما الجَلَاّء فَالَّذِي يجلُو السِّلاح والشَّوَّاء - الَّذِي يَشوِي اللحمَ والسَّقَّاء - الَّذِي يَسْقِي وَنَحْو هَذَا مُطَّرد كثير والدَّعَّاء - اسمُ رجل والرَّغَّاء - طائرٌ واللَّوَّاء كَذَلِك

(فِعَّال) الحِنَّاء - جمع حِنَّاءةٍ وَأَصله الْهَمْز يُقَال حنَّأت رأسَه ولِحْيَته قَالَ أَبُو عَليّ: فَإِن قلت فَهَلَاّ كَانَ فِعْلاء وألفه منقلبة عَن يَاء كالزّيزاءِ الَّذِي جُعل اسْما غير مصدر لما لم تكن اسْم حدث فَكَذَلِك الحِنَّاء فِعْلاء لِأَن فِعَّالا يختصُّ بالمَصادر كالكِذَّاب فِي قَوْله {وكَذَّبُوا بآياتِنَا كِذَّاباً} فَالْقَوْل أَن فِعَّالا لم يختصّ بِالْمَصْدَرِ كَمَا اخْتصَّ الفِيعال والفِعْلال بِالْمَصْدَرِ نَحْو القِيتال والزِّلْزالِ أَلا ترى أَنهم قَالُوا القِثَّاء وَفِي التَّنْزِيل: {مِن بَقْلِها وقِثَّائها} [الْبَقَرَة: ٦١] فَلَمَّا جَاءَ فِي الْأَسْمَاء الَّتِي لَيست بمصادِرَ [ ... ] مثله أَيْضا [ ... ] فعل لَهُ ككذَّب فِي الكِذَّاب فَأَما همزَة الحِنَّاء فَيَنْبَغِي أَن تكون لاماً غير منقلبة كَمَا أَن الَّتِي فِي القِثَّاء كَذَلِك لقَولهم مَفْثَأة فَكَمَا أَن همزَة آلآءٍ أصل حَيْثُ لم تصحَّ اللَّام واواً وَلَا يَاء فِي بِنَاء تَأْنِيث فَكَذَلِك الْهمزَة فِي الْحِنَّاء قَالَ:

(وَمَا ابْنُ حِنَّاءةَ بالرَّثِّ ألْوَان ... )

والحِنَّاءة - موضِع وَابْن حِنَّاءةَ - رجلٌ

(فُعَّال) الحُوَّاء - نَبْت واحدته حُوَّاءة أَبُو رياش: هُوَ الخِلَاف قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ فُعَّال من حَوَيت لِأَن فِيهِ تقَبُّضاً وتجمُّعاً كَمَا قَالَ:

(كَمَا تَكَشَّر للْحُوَّاءة الجمَلُ ... )

وَقد يجوز أَن يكون فُعْلاء من الحُوَّة إِذْ كَانَ فِيهِ ضَرْب من السَّواد والهمزة على هَذَا تكون للإلتحاق كَالَّتِي فِي قُوَباءِ والأوّل أقوى لِأَن فُعَّالا بِناءٌ مِمَّا تكون عَلَيْهِ أَمْثِلَة النَّبَات كثيرا كالقُلَاّم والحُمَّاض وَمن ثمَّ قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>