(السَّبِيل) يذكر وَيُؤَنث وَفِي التَّنْزِيل: {قُلْ هَذِه سَبِيلي} [يُوسُف: ١٠٨] وَفِيه: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا} [الْأَعْرَاف: ١٤٦] وَكَذَلِكَ (الطَّرِيق) يذكر وَيُؤَنث، وَمن ذَلِك (الصِّراطُ) مُذَكّر وَقد أنثه يحيى بْنُ يَعْمَر وَقَرَأَ: {مَنْ أَصْحَابِ الصِّراطِ السُّوَّى وَمَنْ اهْتَدَى} وَلَا نعلم أحدا من الْعلمَاء باللغة أنَّثَ الصراطَ وَإِن صحت هَذِه الْقِرَاءَة عَن ابْن يَعْمَرَ فَفِيهِ أعظم الحُجَج وَهُوَ من جِلَّةِ أهل اللُّغَة والنحو وكتابُ الله تَعَالَى نزل بتذكير الصِّرَاط وجمعُه فِي القَبِيلَيْنِ أَصْرِطَةٌ وصُرُط وَمن ذَلِك (العَنْكَبُوتُ) وَفِي التَّنْزِيل: {كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} [العنكبوت: ٤١] وَقَالَ الشَّاعِر فِي التَّذْكِير:
(على هَطَّالِهِمْ مِنْهُمُ بُيوتٌ ... كأَنَّ العَنْكَبُوتَ هُوَ ابْتَنَاهَا)
الهطال اسْم رجل فَأَما قَوْله:
(كأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ المُرْمَلِ ... )
فعلَى الجِوَارِ وَإِنَّمَا يكون نعتاً للعنكبوت لَو قَالَ المُرْمِل بِالْكَسْرِ يُقَال رَمَلْتُ الحصيرَ وأَرْمَلْتُه إِذا نَسَجتَه فَأَما تكسيره وتحقيره فقد قدَّمته والتأنيث فِي العنكبوت أَكثر وَهِي لُغَة التَّنْزِيل من ذَلِك (الهُدَى) يؤنث وَيذكر قَالَ أَبُو حَاتِم الهُدَى مُذَكّر فِي جَمِيع اللُّغَات إِلَّا أَن بعض بني أَسد يؤنث وَلَا أَحُقُّ ذَلِك فَأَما الْهدى الَّذِي هُوَ النَّهَار فمذكر كَقَوْل ابْن مقبل: حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدَى وَكَذَلِكَ (السُّرَى) سَيْرُ اللَّيْل يذكر وَيُؤَنث سَرَيْنَا وأَسْرَيْنَا وَمن ذَلِك (المُوسَى) يذكر وَيُؤَنث وَهِي تُجْرَى وَلَا تُجْرَى فَمن أجراها قَالَ هِيَ مُفَعَلٌ من قَوْلك أَوْسَيْتُ رَأسه - حَلَقْتُه بالمُوسَى وَمن لم يُجْرها قَالَ الْألف الَّتِي فِيهَا ألف تَأْنِيث بِمَنْزِلَة الْألف الَّتِي فِي حُبْلَى قَالَ الشَّاعِر فِي التَّأْنِيث:
(وإِنْ كَانَتِ المُوسَى جَرَتْ فَوَقَ بَظْرِها ... فَمَا خُتِنَتْ إِلَاّ وَمَصَّانُ قاعِدُ)
وَقَالَ آخر فِي التَّذْكِير:
(مُوسَى الصَّنَاعِ مُرْهَفٌ شَبَاتُه ... )
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأُمَوِيُّ المُوسَى مُذَكّر لَا غير وَقد أَوْسَيْتُ الشيءَ - قَطَعْتُه بالمُوسَى قَالَ وَلم أسمع التَّذْكِير فِي الموسى إِلَّا من الْأمَوِي وَمن ذَلِك (الحانُوتُ) يذكر وَيُؤَنث فبعضهم يَجْعَلهَا الْخمر وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا الخمَّار قَالَ الشَّاعِر فَجَعلهَا الْخمار:
(يُمَشِّي بَيْنَنَا حانُوتُ خَمْرٍ ... من الخَرْسِ الصَّراصِرةِ القِطَاطِ)
ونَسَبُوا إِلَيْهِ حانِيُّ وحانَوِيُّ وَبَعْضهمْ يَجْعَل الحانوتَ الكُرْبَجَ والكُرْبَجُ بِالْفَارِسِيَّةِ البَقَّال يُقَال كُرْبَجٌ وقُرْبَقٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute