للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باردٌ - ثَابت من قَوْلهم بَرَدَ عَلَيْهِ كَذَا أَي ثَبَتَ وَإِن أَصْحَابك لَا يُبَالُونَ مَا بَرَّدُوا عَلَيْكَ - أَي أَثْبَتُوا وَلَيْسَ من البَرْدِ الَّذِي هُوَ ضِدّ الْحر والسَّمُومُ بِالنَّهَارِ وَقد يكون بِاللَّيْلِ والحَرُور بِاللَّيْلِ وَقد يكون بِالنَّهَارِ قَالَ الراجز:

(وَنَسَجَتْ لَوَامِعُ الحَرُورِ ... )

وهما يكونَانِ اسْمَيْنِ وصفين كَمَا أَرَيْتُكَ فِي بَاب فَعُولَ الَّتِي تكون مرّة اسْما وَمرَّة صفة وَرُوِيَ عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ السَّمُومُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار والحَرورُ بِاللَّيْلِ وَمن ذَلِك (الصَّالبُ) من الحُمَّى يذكر وَيُؤَنث وَمن ذَلِك (الزَّوْجُ) يذكر وَيُؤَنث يُقَال فلَان زَوْجُ فُلَانَة وفلانةُ زوج فلانٍ هَذَا قَول أهل الْحجاز قَالَ الله تَعَالَى: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} [الْأَحْزَاب: ٣٧] وَأهل نَجْد يَقُولُونَ فلانةُ زوجةُ فلَان قَالَ وَهُوَ أَكثر من زَوْج والأولُ أفْصح وَأنْشد لعَبدة بن الطَّبِيب:

(فَبَكَى بَنَاتِي شَجُوهُنَّ وَزَوْجَتِي ... والأَقْرَبُونَ إِليَّ ثُمَّ تَصَدَّعُوا)

فَمن قَالَ زَوْجَة قَالَ فِي الْجَمِيع وزوجات وَمن قَالَ زوج قَالَ فِي الْجَمِيع أَزوَاج قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لأًزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ} [الْأَحْزَاب: ٥٩] وَقَالَ الراجز:

(منْ مَنْزِلي قَدْ أَخْرَجَتْنِي زَوْجَتِي ... تَهِرُّ فِي وَجْهِي هَرِيرَ الكَلْبَةِ)

قَالَ وَلَا يُقَال للاثنين زوج لَا من طَيْر وَلَا من شَيْء من الْأَشْيَاء وَلَكِن كل ذكر وَأُنْثَى زوجانِ يُقَال زَوْجا حمام للاثنين وَلَا يُقَال زَوْجُ حمام للاثنين هَذَا من كَلَام الْجُهَّال بِكَلَام الْعَرَب قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنْثَى} [الْقِيَامَة: ٣٩] وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْء من الْإِنَاث والذكور وَيُقَال زَوْجَا خِفَافٍ وَزَوْجَا نِعالٍ وَزَوْجَا وسَائِدَ وَقَالُوا للذّكر فَرْدٌ كَمَا قَالُوا للْأُنْثَى فَرْدَة قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ الطِّرِمَّاحِ:

(وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثَنَتَيْنِ وفَرْدَةً ... تُبَادِر تَغْلِيساً سِمَال المَدَاهِنِ)

وَأنْشد أَبُو الْجراح:

(يَا صَاحِ بَلِّغْ ذَوِ الزَّوْجَاتِ كُلِّهِمْ ... أَنْ لَيْسَ وَصْلٌ إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ)

وَقَالَ الْفراء خفض كُلُّهم على الْجوَار لِلزَّوْجَاتِ وَالصَّوَاب كُلُّهم على النَّعْت لِذَوي وَكَانَ إنشاد أبي الجَرَّاحِ بالخفض وَمن ذَلِك (الآلُ) الَّذِي يَلْمَعُ بالضُّحَى يذكر وَيُؤَنث والتذكير أَجود قَالَ الشَّاعِر:

(أَتْبَعْتُهُمْ بَصَرِي والآلُ يَرْفَعُهُمْ ... حَتَّى اسْمَدَرَّ بَطَرْفِ العَيْنِ إتْآرِي)

وَحكى عَن بعض اللغويين أَنه قَالَ فِي الْآل الَّذِي هُوَ الأَهْلُ أَنه يذكر وَيُؤَنث وَقد قدَّمت قَول من قَالَ إِن ألف آل منقلبة عَن الْهَاء الَّتِي فِي أهل وَأَن بَعضهم يحقره فَيَقُول أُهَيْلٌ وَبَعْضهمْ يَقُول أُوَيْلٌ يَجْعَل اللف مَجْهُولَة الأنقلاب فيحملها على الْوَاو لِأَن انقلابها عَنْهَا أَكثر وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ فِي الْألف الَّتِي لَا يعرف مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>